للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حكم الحلف بغير الله

س١٠٦: عندنا الكثير من الناس يحلفون بغير الله، مثلا يقولون: وحياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، أو: وحياة عيسى، أو موسى عليه الصلاة والسلام، أو: وحياة القرآن أو وحياة قبر أبي، أو أقسم بشرفي أفيدونا بهذا جزاكم الله خير الجزاء؟

الجواب: الحلف بغير الله لا يجوز، بل يجب أن يكون الحلف بالله وحده سبحانه وتعالى; لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله أو ليصمت» (١) .

وقال: «من حلف بغير الله فقد أشرك» (٢) وفي لفظ آخر فقد كفر وفي لفظ آخر فقد كفر أو أشرك.

فالحلف بغير الله من المحرمات الكفرية، ولكنه من الشرك الأصغر، إلا إذا قصد أن محلوفه عظيم كعظمة الله، أو أنه يتصرف في الكون، أو أنه يستحق أن يدعى من دون الله، صار كفرا أكبر والعياذ بالله.

فإذا قال: وحياة فلان، أو وحياة الرسول، أو وحياة موسى، أو وحياة عيسى، أو وقبر أبي، أو حلف بالأمانة وبالكعبة أو ما أشبه ذلك، فكل ذلك حلف بغير الله، وكل ذلك لا يجوز، وكل ذلك منكر.

والواجب أن لا يحلف إلا بالله سبحانه وتعالى، أو بصفة من صفاته، أو باسم من أسمائه عز وجل، والقرآن من كلام الله، فالقرآن من صفات الله، فإذا قال: والقرآن، أو وحياة القرآن، فهذا لا بأس به؛ لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، فإذا حلف بالقرآن، أو قال: بعزة الله،


(١) صحيح البخاري الأيمان والنذور (٦٢٧٠) ,صحيح مسلم الأيمان (١٦٤٦) ,سنن الترمذي النذور والأيمان (١٥٣٤) ,سنن أبو داود الأيمان والنذور (٣٢٤٩) ,مسند أحمد بن حنبل (٢/٧) ,موطأ مالك النذور والأيمان (١٠٣٧) ,سنن الدارمي النذور والأيمان (٢٣٤١) .
(٢) سنن أبو داود الأيمان والنذور (٣٢٥١) ,مسند أحمد بن حنبل (٢/٦٩) .

<<  <   >  >>