للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشرق (١) » قال: ألا يجي قوله "رأس الكفر" أي: معظمه في المشرق. انتهى.

ونقل عن القاضي عياض ما نصه: قيل: يعني بالمشرق فارس؛ لأنها حينئذ دار معظمه، ورد بقوله في بقية الحديث (أهل الوبر) ، وفارس ليسوا بأهل الوبر، وقيل: يعني نجد مسكن ربيعة ومضر، وهي مشرق؛ لقوله في حديث ابن عمر حين قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا، قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال: هنالك الزلازل والطاعون، وبها يطلع قرن الشيطان (٢) » ، وفي الآخر حين قال: «اللهم أشدد وطأتك على مضر (٣) » وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له، ولدعائه على مضر في غير موطن، ويقول حذيفة: لا تدع مضر عبدا لله إلا فتنوه وقتلوه، وكذا قال لهم حذيفة حين دخلوا على عثمان وملأوا الحجرة والبيت: لا تبرح ظلمة مضر لكل عبد لله مؤمن فتفتنه فتقتله، وقيل: يعني: ما وقع بالعراق في الصدر الأول من الفتنة الشديدة؛ كيوم الجمل، وصفين، وحروراء، وفتن بني أمية، وخروج دعاة بني العباس، وارتجاج الأرض فتنة، وكل


(١) [صحيح مسلم شرح النووي] رقم (٢ / ٣٣) ، وابن منده في [الإيمان] برقم (٤٣٤، ٤٣٥، ٤٣٧) .
(٢) البخاري [فتح الباري] برقم (١٠٣٧، ٧٠٩٤) ، والترمذي برقم (٣٩٤٨) .
(٣) البخاري [فتح الباري] برقم (١٠٠٦، ٦٣٩٣) ، ومسلم في [الصحيح] برقم (٦٧٥) ، وأبو داود برقم (١٤٤٢) ، والنسائي في [المجتبى] (٢ / ٢٠١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>