للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَن الْقَزَع وَقَالَ احْلِقهُ كُلَّهُ أَوْ دَعْهُ كُلَّهُ)) . قال في شرح الإِقناع فيدخل في القزع حلق مواضع من جوانب الرأس، وأَن يحلق وسطه ويترك جوانبه كما تفعله شمامسة النصارى، وحلق جوانبه وترك وسطه كما يفعله كثير من السفلة، وأَن يحلق مقدمه ويترك مؤخره. وسئل أَحمد عن حلق القفا، فقال: هو من فعل المجوس. ومن تشبه بقوم فهو منهم. وبما ذكرنا يظهر القول بعدم جوازه. وبالله التوفيق. والسلام عليكم (١) .

مفتي الديار السعودية

(ص-ف-٢٤٣٩-١ في ٣-٦-٨٧ هـ)

(٢٨٣- ابقاء شعر الرأس. والاعتذار عن أهل نجد)

إِتخاذ الشعر والاعتناء به مستحب، ولهذا في صفة الخوارج أَن من سيماهم التحليق (٢) فدل على أَن غيرهم في ذلك الزمان لا يحلقون فالشعور توفر وتبقى، وبقاؤها سنة لمن قصد الاستنان بالنبي، وهي محبوبة متخذة للجمال بالنسبة إِلى الأمور الطبيعية، أَما إِبقاء الشعر مع إِهماله فلا.


(١) وانظر الفتوى اللاذقية المطبوعة عام ٧٥ هـ قال فيها ومن ذلك التشبه. ولنذكر بعض أمور ارتكبها بعض المسلمين واستحسنوها وهي من زى الكفار وعاداتهم - الى أن قال: ومن ذلك أيضًا حلق بعض الرأس وترك بعضه وما يفعله بعض السفله مما يسمونه التواليت الخ.
وانظر فتوى تسريح الشعر برقم ١٠٨٩/١ في ١٦/٤/٨٨ هـ.
(٢) يعدون حلق الرأْس من تمام التوبة والنسك، وفي حديث يشير ابن عمرو رضي الله عنه قال قلت: لسهل بن حنيف هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئًا قال سمعته يقول وأهوى بيده الى العراق: ((يخرج منه قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الاسلام مروق السهم من الرمية)) وفي رواية: ((يتيه قوم قبل المشرق محلقة رؤوسهم)) أخرجه البخاري. وفي الترمذي: ((ان الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها)) . قال شيخنا: وتدخل فيه نجد بالتبع وانما أضيف إلى الحجاز لكونه منبعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>