للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبَّنَا وَنُؤْمِنَ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ مَعَ التَّنْزِيهِ التَّامِّ عَنْ مُشَابَهَةِ صِفَاتِ الْخَلْقِ] (١) .

- صفة القَدَم:

[ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَغَيْرِهِمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّ جَهَنَّمَ لَا تَزَالُ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ» (٢) ، لِأَنَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ التَّصْرِيحَ بِقَوْلِهَا قَطْ قَطْ، أَيْ كَفَانِي قَدِ امْتَلَأْتُ، وَأَنَّ قَوْلَهَا قَبْلَ ذَلِكَ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ لِطَلَبِ الزِّيَادَةِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ الصَّحِيح من أَحَادِيث الصِّفَات] (٣) .

- صفة الْعلم:

[قَالَ فِي وَصْفِ نَفْسِهِ بِالْعِلْمِ: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ، {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ} {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ} .

وَقَالَ فِي وَصْفِ الْحَادِثِ بِهِ: {قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلَيمٍ} ، وَقَالَ: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ} وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ.

فَلَهُ جَلَّ وَعَلَا عِلْمٌ حَقِيقِيٌّ لَائِقٌ بِكَمَالِهِ وَجَلَالِهِ، وَلِلْمَخْلُوقِ عِلْمٌ مُنَاسِبٌ لِحَالِهِ، وَبَيْنَ عِلْمِ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ مِنَ الْمُنَافَاةِ مَا بَيْنَ ذَاتِ الْخَالِقِ والمخلوق] (٤) .


(١) - ٧/٧٥٠، الرَّحْمَن /٢٦ - ٢٧، وَانْظُر (٦/٤٥٧) (الْقَصَص / ٨٨) .
(٢) - أخرجه البُخَارِيّ (٤/١٨٣٥) (٤٥٦٧) ، وَمُسلم (٤/٢١٨٧) (٢٨٤٨) من حَدِيث أنس رَضِي الله عَنهُ.
(٣) - ٧/٦٥٣، ق/٣٠.
(٤) - ٢/٢٧٥، الْأَعْرَاف/٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>