للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال مسروق: "رأيت مشيخة أصحاب محمد يسألونها عن الفرائض" (١).

(الخامسة والعشرون): جاءَ في حقها: "خذوا شطر دينكم عن الحُمَيْرَاءِ" (٢) وسألت شيخنا الحافظ عماد الدين بن كثير عن ذلك فقال: "كان شيخنا حافظ الدنيا أبو الحجاج المزى يقول "كل


(١) المعجم الكبير للطبرانى (٢٣/ ١٨١ - ١٨٢) من طريق الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق أنه قيل له: هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ فقال: والذي نفسى بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد يسألونها عن الفرائض. رقم: (٢٩١).
قال الهيثمى في المجمع: وإسناده حسن: (٩/ ٢٤٢).
ورواه الحاكم في المستدرك (٤/ ١٢) به.
(٢) قال الحافظ ابن كثير في تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب (ص ١٧٠): "حديث غريب جدًّا، بل هو منكر، سألت عنه شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزى فلم يعرفه، وقال: لم أقف له على سند إلى الآن، وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها إسناد". هذا، وقال العجلونى في كشف الخفا في هذا الحديث (٤٤٩ - ٤٥٠):
قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث ابن الحاجب من إملائه: لا أعرف له إسنادًا، ولا رأيته في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ذكره في مادة (ح م ر)، ولم يَذْكُر من خَرَّجه، ورأيته في الفردوس بغير لفظه، وذكره عن أنس بغير إسنادٍ بلفظ خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء، وذكر ابن كثير أنه سأل الحافظين المزى والذهبيَّ عنه، فلم يَعْرِفاه، وقال السيوطي في الدُّرّ: لم أقف عليه، لكن في الفردوس عن أنس خذوا ثلث دينكم من بيت عائشة انتهى، قال القارى: لكن معناه صحيح، ثم قال: وقد اشتهر أيضًا حديث: كلمتين يا حميراء، وليس له أصل عند العلماء، وقال ابن الفرس رأيت في الأجوبة على الأسئلة الطرابلسية لابن قيم الجوزية أن كل حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق كحديث يا حميراء لا تأكلى الطين، فإنه يورث كذا وكذا، وحديث خذوا شطر دينكم عن عن الحميراء، والحميراء تصغير حمراء، وكانت عائشة بيضاء، والعرب تسمى الأبيض أحمر، ومنه حديث بعثت إلى الأحمر والأسود انتهى ملخصًا.
وأقول فيه إن الحديث الذي رواه البيهقى والدارقطنى وغيرهما عن عائشة في الماء المشمس أن النبي قال لها لا تفعلى يا حميراء، فإنه يورث البرص ليس بكذب مختلق بل ضعيف، قال فيه الرملى: وهذا وإن كان ضعيفًا لكنه يتأيد بما روى عن عمر أنه كان يكره الاغتسال فيه، وقال: إنهُ يورث البرص انتهى.