للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الحديث الثاني): قال الطحاوى في مشكل الآثار: حدَّثنا صالح بن عبد الرحمن، ثنا أبو عبد الرحمن المقرى (١): قال ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة (٢). قال: سمعت عبيد بن رفاعة الأنصارى يقول: كنا في مجلس فيه زيد بن ثابت فتذاكروا الغسل من الإنزال فقال زيد: "ما على أحدكم إذا جامع فلم ينزل إلا أن يغسل فرجه، ويتوضأ وضوءه للصلاة".

فقام رجل من أَهل المجلس، فأَتى عمر فأَخبره بذلك، فقال عمر للرجل: "اذهب أنت بنفسك فأتني به حتى تكون أنت الشاهد عليه"، فذهب فجاءَه به، وعند عمر ناس من أصحاب رسول الله Object؛ منهم على بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، فقال له عمر: أي (٣) عُدَي نفسه تفتى الناس بهذا فقال زيد: "أَما والله ما ابتدعته، ولكن سمعته من أعمامي؛ رِفَاعَة بن رافع، ومن أَبي أَيوب الأنصارى".

فقال عمر لمن عنده من أصحاب رسول الله Object: "ما تقولون"؟ فاختلفوا عليه، فقال عمر: "يا عباد الله قد اختلفتم، وأَنتم أهل بدر الأخيار" فقال له على: "فأرسل إلى أزواج النبي Object فإنه إن كان شيءٌ من ذلك ظهرن عليه" فأرسل إلى حفصة فسألها فقالت: "لا علم لي بذلك" ثم أرسل إلى عائشة فقالت: "إذا جاوز الختانُ الختانَ فقد وجب الغسل". فقال عمر عند ذلك: "لا أعلم أحدًا فعله ثم لم يغتسل إلا جعلته نكالا" (٤).


(١) في المطبوعة: "المصرى" وما أثبتناه من المخطوط.
(٢) في المطبوعة: "أبي حيية" وما أثبتناه من المخطوط، ومن شرح معاني الآثار ومشكل الآثار.
(٣) في المخطوط: "أم عُدَى نفسه".
(٤) الحديث بهذا الإسناد ليس في شرح مشكل الآثار، وإنما هو في شرح معاني الآثار - (١/ ٥٨) كتاب الطهارة - باب الذي يجامع ولا ينزل.
عن صالح بن عبد الرحمن به.
ومن طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة، عن أبيه قال: إنى لجالس عند عمر … فذكر نحوه.
وهذا الطريق الثاني في شرح مشكل الآثار (١٠/ ١٢٢ - ١٢٣) =