للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- المقالة في القرن التاسع عشر:

عرف هذا القرن نخبة من المقاليين الذين تنكروا لمقالة القرن الثامن عشر، كما أرسيت قواعدها على أيدي ستيل وأديسون، وأحلوا محلها نوعا جديدا من المقالة، ظل متحكما بالتقليد الأدبي حتى اليوم. ومن أشهر هؤلاء الكتاب شارلس لام ولي هنت وهزلت ودي كونسي. وقد فارقت مقالة هؤلاء مقالة القرن السابق، في اعتبارات عدة، نذكر منها ما يلي:

١- اتساع نطاق الموضوعات التي أصبحت المقالة تدور حولها. فلم تعد مقصورة على حياة المدن، وأزياء المجتمع وصغاراته، وعادات السلوك والأخلاق، بل تناولت مختلف الموضوعات وصار الكاتب يكتب في الموضوع الذي يروقه، وأصبحت موضوعاته تعتمد على مدى اتساع ثقافته، وعلى مدى تنوع اتصاله بالحياة العامة. فلام مثلا كتب عن حياته المدرسية، وعن أعماله اليومية، وعن نزهاته ومغامراته فيها، وعن أصدقائه وأفراد عائلته، وعن الأشياء التي يحبها أو يمقتها. ولي هنت كان يكتب عن مطالعاته الواسعة، وعن تأملاته وأحلام يقظته. وهو يجلس إلى جانب المدفأة في الشتاء، وعن الشخصيات الطريفة التي كان يقابلها في الحياة، وعن التجارب التي يتمرس بها. وهزلت كان يحوم حول كتبه، أو يستعيد ذكرياته عن أولى مقابلاته للشعراء الذين نالوا حظا كبيرا من الشهرة فيما بعد، أو يسجل الأفكار التي كانت تجول في خاطره أثناء تجواله وحيدا في الريف، أو يتحدث عن المتعة التي يجد أثناء انزوائه في إحدى الحانات المسائية، أو يتحدث عن الممثلين، وعن التصوير والنحت وما إلى ذلك. وكان يطيب لدي كونسي أن يتحدث عن معارفه، أو يستعيد تفاصيل بعض الأحلام المزعجة، التي يقع تحت

<<  <   >  >>