للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن المكارم أكملت أسبابها ... لابن الليوث الغر من قحطان

لفارس الحامي الحقيقة معلماً ... زاد الرفاق إلى قرى نجران١

الحارث بن عميرة الليث الذي ... يحمي العراق إلى قرى كرمان

ود الأزارق لو يصاب بطعنة ... ويموت من فرسانهم مائتان

وتأويله: أن الرفقة إذا صحبها أغناها عن التزود، كما قال جرير وأراد ابن له سفراً، وفي ذلك السفر يحيى بن أبي حفصة، فقال لأبيه: زودني فقال جرير:

أزاداً سوى يحيى تريد وصاحباً ... ألا إن يحيى نعم زاد المسافر

فما تنكر الكوماء ضربة سيفه ... إذا أرملوا أو خف ما في الغرائر٢

وقوله: ويموت من فرسانهم يكون على وجهين: مرفوعاً ومنصوباً، فالرفع على العطف، ويدخل في التمني. والنصب على الشرط والخروج من العطف، وفي مصحف ابن مسعود: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} والقراءة {فَيُدْهِنُونَ} ٣ على العطف. وفي الكلام: ود لو تأتيه فتحدثه، وإن شئت نصبت الثاني.

قال أبو العباس: وخرج مصعب بن الزبير إلى باجميراء، ثم أتى الخوارج خبر مقتله بمسكن، ولم يأت المهلب وأصحابه، فتواقفوا يوماً على الخندق، فناداهم الخوارج: ما تقولون في المصعب? قالوا: إمام هدى، قالوا: فما تقولون في عبد الملك? قالوا: ضال مضل. فلما كان بعد يومين أتى المهلب قتل مصعب، وأن أهل الشأم فاجتمعوا على عبد الملك، وورد عليه كتاب عبد الملك بولايته، فلما تواقفوا ناداهم الخوارج: ما تقولون في مصعب? قالوا: لا نخبركم، قالوا: فما تقولون في عبد الملك? قالوا: إمام هدى، قالوا: يا أعداء الله! بالأمس ضال مضل، واليوم إمام هدى! يا عبيد الدنيا، عليكم لعنة الله!

وولي خالد بن عبد الله بن أسيد، فقدم فدخل البصرة، فأراد عزل المهلب، فأشير عليه بألا يفعل، وقيل له: إنما أمن أهل هذا المصر، بأن المهلب بالأهواز،


١ زيادات ر: ويروى.
زاد الرفاق وفارس الفرسان
٢ أرملوا: نفد زادهم.
٣ سورة القلم ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>