للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن تكن الأيام فرقن بيننا ... فقد بان محموداً أخي يوم ودعا

قتول ابنة العمري مالك بعدما ... أراك حديثاً ناعم البال أفرعا

فقلت لها طول الأسى إذ سألتني ... ولوعة حزن تترك الوجه أسفعا

وفقد بني أم تفانوا فلم أكن ... خلافهم أن أستكين وأضرعا

ولست إذا ما الدهر أحدث نكبة ... ورزاء بزوار القرائب أخضعا

ولا فرح إن كنت يوماً بغبطة ... ولا جزع إن ناب دهر فأوجعا

ولكنني أمضي على ذاك مقدماً ... إذا بعض من لاقى الخطوب تكعكعا

فعمرك ألا تسمعيني ملامة ... ولا تنكثي قرح الفؤاد فييجعا

وقصرك إني قد شهدت فلم أجد ... بكفي عنه للمنية مدفعا

فلو أن ما ألقى أصاب متالعاً ... أو الركن من سلمى إذاً لتضعضا

وفي هذه القصيدة:

لقد كفن المنهال تحت ردائه ... فتى غير مبطان العشيات أروعا

ولا برم تهدي النساء لعرسه ... إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا

لبيباً أعان اللب منه سماحة ... خصيباً إذا ما زائد الجدب أوضعا

تراه كنصل السيف يهتز للندى ... إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا

إذا ابتدر القوم القداح وأوقدت ... لهم نار أيسار كفي من تضجعا

بمثنى الأيادي ثم لم تلف مالكاً ... على الفرث يحمي اللحم أن يتمزعا

قوله: وقد طار السنا في ربابه، السنا: الضوء، وهو مقصور، قال جل وعز: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} ١ والسناء، من الحسب ممدود. والرباب: سحاب دون السحاب كالمتعلق بما فوق. قال المازني:


١ سورة النور ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>