للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المجلد الأول]

[باب]

وصف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأنصار

...

قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأنصار١ في كلام جرى: "إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع".

الفزع في كلام العرب على وجهين: أحدهما ما تستعمله العامة تريد به الذعر، والآخر الاستنجاد والاستصراخ، من ذلك قول سلامة بن جندل:

كنا إذا ما أتانا صارخٌ فزعٌ ... كان الصراخ له قرع الظنابيب

يقول: إذا أتانا مستغيثٌ كانت إغاثته الجد في نصرته، يقال: قرع لذلك الأمر ظنبوبه إذا جد فيه ولم يفتر، ويشتق من هذا المعنى أن يقع" فزع" في معنى" أغاث" كما قال الكلحبة اليربوعي:

٢"قال أبو الحسن: الكلحبة لقبه، واسمه هبيرة، وهو من بني عرين بن يربوع، والنسب إليه عريني، وكثير من الناس يقول: عرني ولا يدري، وعرينة من اليمن: قال جرير يهجو عرين بن يربوع:

عرين من عرينة ليس منا ... برئت إلى عرينة من عرين٢

فقلت لكأسٍ ألجميها فإنما ... حللت الكثيب من زرود لأفزعا٣

يقول: لأغيث. وكأس: اسم جارية، وإنما أمرها بإلجام فرسه ليغيث. والظنبوب: مقدم الساق.


١ جماعة منهم، وهم بنو عبد الأشهل، من ولد عمرو بن مالك بن أوس "وانظر الفائق للزمخشري ٢٧٤: ٢"
٢ مابين الرقمين لم يرد في الأصل، وأثبتناه عن ر.
٣ زرود: موضع في طريق الحاج من الكوفة. والكثيب: القطعة من الرمل، مستطيلة محدودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>