للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب للراعي في النسيب

قال أبو العباس: قال الراعي:

ومرسلٍ ورسولٍ غير متهمٍ ... وحاجةٍ غير مزجاةٍ من الحاج

طاوعته بعد ما طال النجي بنا ... وظن أني عليه غير منعاج

ما زال يفتح أبواباً ويغلقها ... دوني، وأفتح باباً بعد إرتاج

حتى أضاء سراجٌ دونه بقرٌ ... حمر الأنامل عينٌ طرفها ساج

يا نعمها ليلةً حتى تخونها ... داعٍ دعا في فروع الصبح شحاج!

لما دعا الدعوة الأولى فأسمعني ... أخذت بردي واستمررت أدراجي

قوله:

وحاجة غير مزجاة من الحاج

المزجاة: اليسيرة الخفيفة المحمل، قال الله عز وجل: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} ١، والحاج: جمع حاجةٍ، وتقديره فعلةٌ وفعل، كما تقول: هامةٌ وهام، وساعة وساع، قال القطامي:

وكنا كالحريق أصاب غاباً ... فيخبو ساعةً ويشب ساعا

فإذا أراد أدنى العدد قلت: ساعات، فأما قولهم: في جمع حاجةٍ حوائج فليس من كلام العرب على كثرته على ألسنة المولدين، ولا قياس له، ويقال: في قلبي منك حوجاء، أي حاجة، ولو جمع، على هذا لكان الجمع حواجٍ يا فتى، وأصله حواجي يا فتى، ولكن مثل هذا يخفف، كما تقول في صحراء: صحار يا فتى، وأصله صحاري.

وقوله:

طاوعته بعدما طال النجي بنا


١ سورة يوسف ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>