للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب]

[للمفضل بن الملهب بن أبي صفرة في الشجاعة والنجدة]

قال أبو العباس: قال المفضل بن المهلب بن أبي صفرة١:

هل الجود إلا أن تجود بأنفسٍ ... على كل ماضي الشفرتين قضيب

وما خير عيشٍ بعد قتل محمدٍ ... ويعد يزيد والحرون حبيب

ومن هو أطراف القنا خشية الردى ... فليس لمجدٍ صالح بكسوب

وما هي إلا رقدة تورث العلا ... لرهطك ما حنت روائم نيب

وقوله:

ومن هر أطراف القنا خشية الردى

يقول: من كره، قال عنترة بن شداد:

خلفت لهم والخيل تردى بنا معاً ... نفارقهم حتى يهروا العواليا

عوالي زرقاً من رماح ردينةٍ ... هرير الكلاب يتقين الأفاعيا

والردى: الهلاك، وأكثر ما يستعمل في الموت. يقال: ردي يردى ردًى، قال الله عز وجل: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} ٢، وهو "تفعل" من الردى في أحد التفسيرين، وقيل: إذا تردى في النار، أي إذا سقط فيها.

وقوله: " الحرون" فإن حبيب بن المهلب كان ربما انهزم عنه أصحابه فلا يريم مكانه، فكان يلقب الحرون٣.

وقوله:

وما هي إلا رقدة تورث العلا

فهذا مأخوذ من قول أخيه يزيد بن المهلب، وذلك أنه قال في يوم العقر وهو اليوم الذي قتل فيه: قاتل الله ابن الأشعث ما كان عليه لو غمض عينيه ساعة للموت، ولم يكن قتل نفسه وذلك أن ابن الأشعث قام في الليل وهو في


١ زيادات ر: "يصف الشجاعة والنجدة".
٢ سورة الليل ١١.
٣ س: "بالحرون".

<<  <  ج: ص:  >  >>