للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لرجل يخاطب آخر اسمه دد]

وقال آخر١:

ما لدد ما لددٍ ما له ... يبكي وقد أنعمت ما باله

ما لي أراه مطرقاً سامياً ... ذا سنةٍ يوعد أخواله

وذاك منه خلق عادةٌ ... أن يفعل الأمر الذي قاله

إن ابن بيضاء وترك الندى ... كالعبد إذ قيد أجماله

آليت لا أدفن قتلاكم ... فدخنوا المرء وسرباله

والدرع لا أبغي بها نثرةً ... كل امرئٍ مستودعٌ ماله

والرمح لا أملأ كفي به ... واللبد لا أتبع تزوال

قوله: "ما لدد"، يعني رجلاٌ، ودد في الأصل. هو اللهو، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لست من وددٍ ولاددٌ مني"، وقد يكون في غير هذا الموضع مأخوذاٌ من العادة، وهذه اللام الخافضة تكون مكسورة مع الظهر ومفتوحة مع المضمر، والفتح أصلها، ولكن كسرت مع الظاهر خوف اللبس بلام الخبر، تقول إن هذا لزيد، فيعلم أنه شيء في ملك زيد: فإن قلت: إن هذا لزيدٌ في الوقف، علم قبل الإدراج إنه زيد، ولو فتحت المكسورة لم يعلم الملك من المعنى الآخر في الوقف، وأما المضمر فبين فيه، لأن علامة المخفوض غير علامة المرفوع، تقول: إن هذا لك، وإن هذا أنت.

وقوله:

......... وقد أنعمت ما باله

فـ"ما" زائدة، والبال ههنا: الحال، وللبال موضع آخر، وحقيقته الفكر، تقول: ما خطر هذا على بالي.

وقوله:" مطرقاً سامياً" فالسامي الرافع رأسه، يقال سما يسمو إذا ارتفع، والمطرق: الساكت المفكر المنكس رأسه، فإنما أراد سامياً بنفسه.

وقوله: "ذا سنةٍ "يقول: كأنه لطول إطراقه في نعسةٍ. وقوله:


١ نسبه المرصفى إلى سلمة بن ذهل التيمى.

<<  <  ج: ص:  >  >>