للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروى أن عبيد الله بن أبي رافع أتى الحسن بن علي بن أبي طالب فقال: أنا مولاك، فقال في ذلك مولى لتمّام بن عبد المطّلب، يعذله ويعيّره:

جحدت بني العباس حقّ أبيهم ... فما كنت في الدّعوى كريم العواقب

متى كان أولاد البنات كوارث ... يحوز ويدعى والداً في المناسب!

يريد انّ العباس أولى بولاء مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن العمّ مدعوٌّ والداّ في كتاب الله تعالى، وهو يحوز الميراث.

وقال رجلٌ من الثّقفيّين: أنشدت مروان بن أبي حفصة هذين البيتيتن، فوقع عندي أنه من هذا أخذ قوله:

أنّى يكون وليس ذاك بكائن ... لبني البنات وراثة الأعمام

ألغى سهامهم الكتاب فما لهم ... ان يشرعوا فيه بغير سهام

وقال طاهر بن عليّ بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس للطالبيين:

لو كان جدّكم هناك وجدّنا ... فتنازعا فيها لوقت خصام

كان التّراث لجدّنا من دونه ... فحواه بالقربى وبالإسلام

حقّ البنات فريضةٌ معروفةٌ ... والعمّ أولى من بني الأعمام

وذكر الزّبيريون عن ابن الماجشون قال: جاءني رجل من ولد أبي رافع، فقال: إنّي قد قاولت رجلاً من موالي بعض العرب، فقلت: أنا خيرٌ منك، فقال: بل أنا خير منك، فما الذي يجب لي عليه? فقلت: ليس في هذا شيء، فقال: أنا مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويزعم أنه خير مني! قال: قلت: قد يتصرّف هذا على غير الحسب، قال: فلما رآني لا أٌقضي له بشيء قال لي: أنت دافع مغرماً١ لأن ولائي ولاء عنده ليس في موضعٍ مرضيّ? قال وصدق: في بني تيمٍ لتيمٍ من هو أشرف ولاء منّي.


١ مغرما: حقا تتقاضاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>