للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: أنشد الله رجلاً سمع ذاك إلاّ شهد به، فقام رجل من الأسراء١ فقال: قد كان ذاك أيها الأمير، قال: خلّوا عنه، ثم قال للشاهد: فما منعك أن تنكر كما أنكر? قال: لقديم بغضي إيّاك؛ قال: ويخلّى عنه لصدقه.

وقال عمر بن الخطاب لرجل -وهو أبو مريم السّلوليّ٢-: والله لا أحبّك حتى تحبّ الأرض الدّم،. قال: أفتمنعني حقّا? قال: لا، قال: فلا بأس، إنّما يأسف على الحبّ النساء.

وقال الحجاج لرجل من الخوارج: والله إني لأبغظكم، فقال له الخارجي: ادخل الله أشدنا بغضا لصاحبه الجنة.

وأتى الحجاج بامرأة من الخوارج، فجعلت لا تنظر إليه؛ وكان يزيد بن أبي مسلم يرى رأي الخوارج ويكتم ذاك٣، فأقبل على المرأة فقال: انظري إلى الأمير، فقالت: لا أنظر إلى من لا ينظر الله إليه. فكلّمها الحجاج وهي كالسّاهية، فقال لها يزيد: اسمهي ويلك من الأمير! فقالت: الويل لك أيها الكافر الرّدّيّ!.

قال أبو العباس: والرّدّيّ عند الخوارج الذي له عقدهم ويظهر خلافه رغبة في الدنيا.

وكان صالح بن عبد الرحمن كاتب الحجاج وصاحب دواوين العراق.

والذي قلب الدواوين إلى العربية، ثم كان على خراج العراق أيام ولي يزيد بن


١ س: "الأسرى".
٢ زيادات ر: "وهم أبو العباس رحمه الله في قوله: "أبو مريم السلولى، إنما هو أبو مريم الحنفى؛ وكان سب بغضه إياه أنه قتل أخاه زيد بن الخطاب، وكان أبو مريم صاحب مسيلمة الكذاب؛ واسم ابي مريم إياس بن صبيح ثقة كوفى، واسم أبي مريم السلولي مالك بن ربيعة، من الصحابة، روى عنه ابنه يزيد وغيره".
٣ س: "ذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>