للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر أيضاً:

ليس بفأفاءٍ ولا تمتامِ ... ولا محت سقطِ الكلامِ

وقال الشاعر:

وقد تعتريه عقلة في لسانه ... إذا هز نصل السيف غير قريب

وزعم عمرو بن بحر الجاحظ عن محمد بن الجهم قال: أقبلت على الفكر في أيام محاربة الزّطّ، فاعترتني حبسة في لساني. وهذا يكون لأن اللسان يحاتج إلى التمرين على القول، حتى يخفّ له، كما تحتاج اليد إلى التمرين على العمل، والرّجل إلى التمرين على المشي، وكما يعانيه موتر القوس ورافع الحجر ليصلب ويشتدّ، قال الراجز:

كأن فيه لففاً إذا نطق ... من طول تحبيس وهمّ وأرق

وقال ابن المقفع: إذا كثر تقليب اللسان رقّت جوانبه ولانت عذبته.

وقال العتّابي: إذا حبس اللسان عن الاستعمال اشتدت عليه مخارج الحروف.

وأما الرّتة فإنها تكون غريزة، قال الراجز:

يا أيها المخلّط الأرت

ويقال: إنها تكثر في الأشراف، ولم توجد تختص واحداً دون واحد.

وأما الغمغمة فقد تكون من الكلام وغيره، لأنه صوت لا يفهم تقطيع حروفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>