للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سلبتني مجاجة المسك عقلي ... فسلوها بما تحل اغتصابي١?

أزهتقت أم نوفلٍ إذ دعتها ... مهجتي، ما لقاتلي من متابِ

حين قالت لها أجيبي فقالت ... من دعاني? قالت أبو الخطابِ

فاستجابت عند الدعاء كما لبى ... رجالٌ يرجون حسن الثوابِ

أبرزوها مثل المهاةِ تهادى ... بين خمس كواعبٍ أترابِ

وهي مكنونةٌ تحير منها ... في أديم الخدين ماءُ الشبابِ

ثم قالوا: تحبها? قلت: بهراً ... عدد النجم والحصى والترابِ

دميةٌ عند راهبٍ ذي اجتهادٍ ... صوروها في جانب المحرابِ

قوله:

قلت وجدي بها كوجدكَ بالماء

معنى صحيح، وقد اعتوره الشعراءُ، وكلهم أجادَ فيه.

وقوله:

إذا ما منعت برد الشرابِ

يريد: عند الحاجة، وبذلك صح المعنى. ويورى عن علي بن أبي طالب رحمه الله أن سائلاً سأله، فقال: كيف كان حبكم لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? فقال: كان واللهِ أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ. وقال آخر - وأحسبه قيس بن ذريحٍ:

حلفت لها بالمعشرين وزمزمِ ... وذو العرش فوق المقسمين رقيبُ٢

[قال أبو الحسن: ويروى: والله فوق المقسمين، وهو أحب إليَّ] .

لئن كان بردُ الماء حرانَ صادياً ... إلي حبيباً إنها لحبيبُ

وقال القطامي:

يقتلنا بحديث ليس يعلمه ... من يتقين ولا مكنونه بادي

فن ينبذن من قولٍ يصبن به ... مواقع الماء من ذي الغلةِ الصادي

والقول فيه كثير.


١ قال المرصفى: مجاجة المسك: ومجتها التي تنفح رائحة المسك.
٢ أراد بالمشعرين، المشعر الحرام فثناه، وهو موضع بالمزدلفة، قاله المرصفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>