للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: تزجي يقول: تسوقه وتستحثهُ.

والأبلق من الساحب: ما فيه سوادُ وبياضٌ، وفي الخيل: كل لونٍ يخالطهُ بياضٌ فهو بلقٌ.

والأورقُ: الذي بين الخضرةِ والسوادِ، وهو ألأم ألوان الإبل، ويقال: إن لحم البعير الأورق أطيبُ لحمانِ الإبلِ.

والودقُ: المطرُ، يقال: ودقتِ السماءُ يا فتى، تدقُ ودقاً، قال الله جل وعزّ: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} ١، وقال عامرُ بن جوين الطائي:

فلا مزنةٌ ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها

وأصل العق القطعُ في هذا الموضع، وللعق مواضعُ كثيرة، يقال: عقَّ والديه يعقهما إذا قطعهما، وعققت عن الصبي٢ من هذا، وقالوا: بل هو من العقيقة وهي الشعر الذي يولد الصبي به، يقال: فلان بعقيقته إذا كان بشعر الصبا لم يحلقهُ، ويقال: سيف كأنه عقيقة؛ أي كأنه لمعةُ برقٍ، يقال: رأيتُ عقيقة البرق يا فتى، أي اللمعة منه في السحاب، ويقال: فلانٌ عقتْ تميمته ببلد كذا، أي قطعت عنه في ذلك الموضع، قال الشاعر:

ألم تعلمي يا دار بلجاء أنني ... إذا أخصبت أو كان جدباً جنابها

أحب بلاد الله ما بين مشرفٍ ... إلي وسلمى أن يصوب سحابها

بلاد بها عق الشبابُ تميمتي ... وأول أرضٍ مس جلدي ترابها

وقوله:

وجحد الخير الذي قد بقهُ

يقال: بق فلانٌ في الناس خيراً كثيراً، وبق ولداً كثيراً، وابقَّ كلاماً كثيراً.

وقوله:

ألقى إلى خيرقريشٍ وسقهُ

فهذا مثل، يريد: قلدهُ أمره، والوسق الحمل.


١ سورة النور٤٣.
٢ أى ذبحت عنه عقيقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>