للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بنو قشير عثمانية، وكان أبو الأسود نازلاً فيهم، فكانوا يرمونه بالليل، فإذا أصبح شكا ذلك، فشكاهم مرة، فقالوا له١: ما نحن نرميك ولكن الله يرميك! فقال: كذبتم والله، لو كان الله يرميني لما أخطأني.

قال: وكان نقش خاتمه:

يا غالبي حسبك من غالب ... إرحم علي بن أبي طالب

وقوله: غير الكهام فالكهام: الكليل من الرجال والسيوف، يقال: سيف كهام. وقوله:

راعياً كان مسجداً فقدناه ... وفقد المسيم هلك السوام

فالمسيم الذي يسيم إبله أو غنمه ترعى، وكذلك كل شيء من الماشية، فجعل الراعي للناس كصاحب الماشي الذي يسيمها ويسوسها ويصلحها، ومتى لم يرجع أمر الناس إلى واحد فلا نظام لهم، ولا اجتماع لأمورهم.

قال ابن قيس الرقيات:

أيها المشتهي فناء قريش ... بيد الله عمرها والفناء

إن تودع من البلاد قريش ... لا يكن بعدهم لحي بقاء

لو تقفى ويترك الناس كانوا ... غنم الذئب غاب عنها الرعاء

وقال الحميري يعني علياً رضوان الله عليه:

كان المسيم ولم يكن إلا لمن ... لزم الطريقة واستقام مسيما

ولما سمع علي صلوات الله عليه نداءهم لا حكم إلا لله قال: كلمة عادلة يراد بها جور. إنما يقولون: لا إمارة، ولا بد من إمارة برة أو فاجرة.

ورووا إن عليا عليه السلام لما أوصى إلى الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر٢ والبغيبغة فهذا٣ غلط، لأن وقفه هذين٤ الموضعين لسنتين من خلافته.


١ كلمة "له" ساقطة من ر.
٢ كذا ضبط في الأصل. بفتح النون, وفي حاشية عن الصحاح: "نبرز" بكسر النون.
٣ ر: "وهذا".
٤ ر: "لهذين".

<<  <  ج: ص:  >  >>