للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا غير مسلَّم، ولا يقتضي ما قال، وإنما يقتضي أن سمعه لما كان "٨/أ" بلا انخراق, وجب أن يكون كلامه بلا لسان وشفتين١, وحنك، وأيضًا لو كان الكلام غير حرف, كانت الحروف عبارة عنه, لم يكن بد من أن يحكم لتلك العبارة بحكم، إما أن يكون أحدثها في صدر، أو لوح، أو نطق بها بعض عبيده، فتكون منسوبة إليه، فيلزم من يقول بذلك أن يفحص بما عنده في السور والآي والحروف، أهي عبارة لجبريل؟، أو محمد عليهما الصلاة والسلام؟.

وأيضًا قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ٢ وكن حرفان، ولا يخلو الأمر من أحد وجهين:

إما أن يراد بقوله: "كن" من التكوين كقول المعتزلة، أو يكون المراد٣ به ظاهره، فإنه سبحانه وتعالى إذا أراد إنجاز شيء قال له: "كن" على الحقيقة, فيكون.

فإن قال الأشعري: إنه على ظاهره, لا بمعنى التكوين، فيكون حرفان، وهو مخالف لمذهبه، وإن قال: ليس بحرف, صار بمعنى التكوين كالمعتزلة. انتهى٤.


١ في الأصل: "وفتين".
٢ النحل، الآية: ٤٠.
٣ في الأصل: "يكو المرا".
٤ شرح الكوكب المنير: "١٨/٢، ١٩", وفيما نقله, وما في شرح الكوكب اختلاف لفظي بسيط.

<<  <   >  >>