للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذهب بعض أهل العلم إلى أن العلة: أن أكل لحم الإبل يورث قوة شيطانية فيطفأ بالماء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم – كما في مسند أحمد وسنن أبي داود – والحديث لا بأس به: (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من نار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) (١) فقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء من الغضب، وهنا لحم الإبل يورث قوة شيطانية لأنها خلقت من شياطين، فقد ثبت في المسند وأبي داود والترمذي والحديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين) (٢) أي خلقت منها، وهو ثابت مصرح به كما في سنن ابن ماجة بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنها خلقت من شياطين) (٣)


(١) أخرجه أبو داود، باب ما يقال عند الغضب من كتاب الأدب (٤٧٨٤) قال: " حدثنا بكر بن خلف والحسن بن علي، المعنيّ، قالا: حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا أبو وائل القاص، قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدي، فكلمه رجل فأغضبه، فقام فتوضأ،ثم رجع وقد توضأ، فقال: حدثني أبيعن جدي عطية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الغضب من الشيطان، وإن الشطان خُلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) .
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة في مبارك الإبل (٤٩٣) ، وفي باب الوضوء من لحوم الإبل من كتاب الطهارة (١٨٤) . وأخرجه الترمذي في باب ما جاء في الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل (٣٤٨) مختصراً بلفظ: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل) .
(٣) أخرجه ابن ماجه في كتاب المساجد، باب الصلاة في أعطان الإبل ومُرَاح الغنم (٧٦٨) قال: " حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هُشيم عن يونس عن الحسن عن عبد الله بن مغفل المُزني قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلفت من الشياطين) .