للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع ذلك أن كنتب قبله. أن يموت فأحتسبه أحب إليَّ من أن أموت فيحتسبني. وعند ابن سعد عن خيثمة رضي الله عنه قال: لما جاء عبدَ الله عنه قال: لما جاء عبد الله نعي أخيه عتبة دمعت عيناه فقال: إن هذه رحمة جعلها الله لا يملكها ابن آدم.

صبر أبي أحمد بن جحش على وفاة أُخته زينب

وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن أبي سَلِيط رضي الله عنه قال: رأيت أبا أحمد بن جحش رضي الله عنه يحمل سرير زينب بنت جحش وهو مكفوف وهو يبكي، فأسمع عمر رضي الله عنه وهو يقول: يا أبا أحمد تنحَّ عن السرير لا يُعنّك الناس، وازدحموا على سريرها، فقال أبو أحمد: يا عمر هذه التي نلنا بها كل خير، وإِنَّ هذا يبرِّد حرِّ ما أجد، فقال عمر: الزم، الزم.

[صبر المسلمين على موت عمر بن الخطاب]

وأخرج ابن سعد وابن مَنِيع وابن عساكر عن الأحنف ابن قيس رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إن قريشاً رؤوس الناس لا يدخل أحد منهم في باب إلا دخل معه فيه طائفة من الناس. فلم أدرِ ما تأويل قوله في ذات حتى طُعن، فلما احتُضر أمر صهيباً رضي الله عنه أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، وأمر أن يُجعل للناس طعام فيطعموا حتى يستخلفوا إنساناً، فلما رجعوا من الجنازة جيء بالطعام، ووضعت الموائد، فأمسك الناس عنها للحزن الذي هم فيه، فقال العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه: يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فأكلنا بعده وشربنا، ومات أبو بكر رضي الله عنه فأكلنا بعده وشربنا، وإنه لا بدَّ من الأكل فكلوا من هذا الطعام، ثم مص٦ العباس يده فأكل ومدَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>