للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عباس رضي الله عنهما من مكة إلى الدنية، فكان إذا نزل قام شطر الليل قال: فسأله أيوب كيف كانت قراءته؟ قال: قرأ: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} (سورة ق، الآية: ١٥) فجعل يرتل ويكثر في ذاكم النشيج. وعنده أيضاً عن أبي رجاء رضي الله عنه قال: كان هذا الموضع من ابن عباس - مجرى الدموع - كأنه الشراك البالي. وأخرج أبو نُعيم في الحلية عن عثمان بن أبي سَوحدة قال: رأيت عبادة ابن الصامت رضي الله عنه وهو على هذا الحائط - حائط المسجد المشرف على واد جنهم - واضعاً صدره عليه وهو يبكي فقلت: يا أبا الوليد ما يبكيك؟ قال: هذا المكان الذي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى فيهم جهنَّم.

بكاء عبد الله بن عمرو وأبي هريرة رضي الله عنهما

وأخرج أبو نُعيم في الحلية عن يَعْلى بن عطاء عن أمه أنها كانت تصنع لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الكُحْل وكان يكثر من البكاء، قال: ويغلق عليه بابه ويبكي حتى رَمِصت عيناه، قال: وكانت أمي تصنع له الكحل. وأخرج ابن سعد عن مسلم بن بشر قال: بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه فقيل له: ما يبكيك يا أبا هريرة؟ قال: أمَا إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكنِّي أبكي لبُعد سفري وقلّة زادي، أصبحت في صُعود مُهْبطة على جنة ونار، فلا أدري إلى أيهما يُسلك بي؛ وأخرجه أبو نُعيم في الحلية نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>