للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدعوهم، لا أراكما بعد هذا بشيء من جوارنا. فرجعوا، ثم إِنهم عادوا الثانية ببئر مَرَق أو قريباً منها، فأُخبر بهم سعدُ بن معاذ الثانية؛ فواعدهم بوعيد دون الوعيد الأول. فلما رأى أسعد منه ليناً قال: يا ابن خالة أسمع من قوله، فإن سمعت منه منكراً فاردده يا هذا منه، وإن سمعت خيراً فأجب الله. فقال: ماذا يقول؟ فقرأ عليهم مصعب بن عمير: {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءاناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الزخرف: ١ - ٣) . فقال سعد: وما أسمع إلا ما أعرف. فرجع وقد هداه الله تعالى ولم يُظهر أمر الإِسلام حتى رجع. فرجع إلى قومه، فدعا بني عبد الأشهل إلى الإِسلام وأظهر إسلامه. وقال فيه: من شَكَّ من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى فليأتنا بأهدى منه نأخذ به. فالله لقد جاء أمر لتُحزَّنَّ فيه الرقاب. فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد ودعائه إلا من لا يُذكر. فكانت أول دور من دور الأنصار أسلمت بأسرْها - فذكر الحديث كما تقدم في إرساله صلى الله عليه وسلم الأفراد للدعوة إلى

الله

وإلى رسوله (ص ١١٦) وفي آخره؛ ورجع مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أي إلى مكة.

دعوة طليب بن عمير رضي الله عنه دعوة طليب لأمه أروى بنت عبد المطلب

أخرج الواقدي عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمي قال: لمَّا أسلم طُليب بن عمير رضي الله عنه ودخل على أمِّه أَرْوى بنت عبد المطلب قال لها: قد أسلمت وتبعت محمداً صلى الله عليه وسلم ـ وذكر الخبر وفيه أنَّه قال لها: ما يمنعك أن تُسلمي وتتَّبعيه؟ فقد أسلم أخوك حمزة، فقالت: أنتظِرُ ما تصنع

<<  <  ج: ص:  >  >>