للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العمال.

[قصة عمر ومعاذ في الخروج مع أبي بكر]

أخرج ابن سعد من طريق الواقدي عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: كان عمر بن الخطاب يقول: خرج معاذ إِلى الشام لقد أخلّ خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه، وما كان يفتيهم به، ولقد كنت كلمت أبا بكر رحمه الله أن يحبسه لحاجة الناس إليه، فأبى ليّ وقال: رجل أراد وجهاً يريد الشهادة فلا أحبسه. فقلت: والله إنَّ الرجل ليرزق الشهادة وهو على فراشه وفي بيته عظيم الغنى عن مِصره. قال كعب بن مالك: وكان معاذ بن جبل يفتي الناس بالدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر. كذا في الكنز.

[ترجيح عمر للمهاجرين الأولين على رؤساء القوم في المجلس]

وأخرج ابن عساكر عن نوفل بن عمارة قال: جاء الحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب فجلسا عنده وهو بينهما، فجعل المهاجرون الأولون يأتون عمر فيقول: ها هنا يا سهيل، ها هنا يا حارث، فينحيهما عنهم. فجعل الأنصار يأتون عمر فينحيهما عنهم كذلك حتى صارا في آخر الناس. فلما خرجا من عند عمر قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو: ألم ترَ ما صنع بنا فقال له سهيل: أيها الرجل لا لوم عليه، ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا، دُعِيَ القوم فأسرعوا ودُعينا فأبطأنا. فلما قاموا من عند عمر أتياه فقالا له: يا أمير المؤمنين قد رأينا ما فعلتَ اليوم وعلمنا أنا أُتينا من (قِبَلِ) أنفسنا، فهل (من) شيء نستدرك به (ما فاتنا من الفضل؟) فقال لها: لا أعلمه إلا هذا الوجه، وأشار

<<  <  ج: ص:  >  >>