للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: غزوات الرسول]

[يوم الفتح]

[مدخل]

...

الفصل السادس: يوم الفتح ويوم حنين

يومان خالدان في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي تاريخ المسلمين، وهما: فتح مكة، وغزوة حنين.. ولقد وقعت هاتان الغزوتان في شهرين متتابعين من العام الثامن الهجري، لم تزد المسافة بينهما عن خمسة عشر يومًا، إذ كان فتح مكة في اليوم العشرين من رمضان، وكانت غزوة حنين في اليوم الخامس من شوال.

ولا شك أن غزوة حنين هي الصدى الطبيعي والامتداد الحتمي الذي كانت تفرضه الظروف على المسلمين بعد فتح مكة، وذلك بأن مكة بعد هذا الفتح الأعظم كانت مكشوفة الظهر لأولئك الأعراب الذين يطلون عليها من القبائل المجاورة، فهي -حينئذٍ- وادٍ لم تطهر مسالكه وشعابه، وبيت لا تؤمن نوافذه وأبوابه، هذا فضلا عن أن القبائل المجاورة لقريش قد أزعجها أن ينتصر محمد -صلى الله عليه وسلم- وتدين له مكة بالولاء والطاعة، ورأوا في ذلك خطرًا يهددهم فتجمعوا للزحف على المسلمين في مكة وعقدوا العزم على ذلك، فكان من مظاهر العزة الإسلامية أن يخرج المسلمون إليهم ويفاجئوهم قبل أن تكتمل قوتهم ويعظم خطرهم.

وهذا يفسر لنا سر إسراع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالخروج إلى حنين، قبل أن يقضي المسلمون في مكة الفترة الطبيعية اللازمة لراحتهم واستجمامهم، وتدعيم

<<  <   >  >>