للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينادي في الناس، فنادى: يا معشر الأنصار الذين آووا ونصروا، يا معشر المهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة، هلموا. هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم. وأخذ يكرر النداء الذي هز أوتار قلوبهم، فرجعوا يتصايحون من كل جهة لبيك لبيك حتى انتظم عقدهم.

وكانت هوازن قد انحدرت من مكانها وأصبحت وجهًا لوجهٍ أمام المسلمين، وهجم الأنصار واشتد القتال. فنظر إليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهم يطيحون برءوس الأعداء قائلًا: "إن الله لا يخلف رسوله وعده"، فلما رأت هوازن أنهم معرضون للفناء، وأن كل أمل في النصر قد غض، ولّوا الأدبار منهزمين، فتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، وغنموا مؤخرة جيشهم كلها، وكانت غنائم المسلمين ٢٥٠٠٠ من الإبل، و ٤٠٠٠٠ من الشياه، ٤٠٠٠ أوقية من الفضة، و ٦٠٠٠ من الأسرى، وقد نقلت كلها في حراسة قوية إلى وادي الجعرانة١.


١ الجعرانة تبعد عن مكة حوالي أربعين كيلو مترًا. وقد جاء في عددها غير هذا.

<<  <   >  >>