للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ١.

وقد أوفد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- بهذه الآيات الكريمة، كي يلحق بأبي بكر -رضي الله عنه- وليبلغها بنفسه إلى الناس. فلما رآه أبو بكر قال له: أمير أم مأمور؟ قال: بل مأمور. وأخبره أنه إنما جاء ليبلغ الناس ما أمر به الله ورسوله. فلما اجتمع الناس بمنى يؤدون مناسك الحج، وقف علي بن أبي طالب وإلى جانبه أبو هريرة فقرأ الآية الكريمة من صدر سورة التوبة وهي التي ذكرنا بعضها منها ... ولما أتم تلاوتها وقف هنيهة ثم قال: يا أيها الناس: إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله عهد فهو إلى مدته.. ثم أجل الناس أربعة أشهر بعد ذلك اليوم ليرجع كل قوم إلى مأمنهم وبلادهم٢.

ومنذ ذلك اليوم اكتمل تطهير البلد الأمين من الرجس، فلم يحج إليه مشرك، ولم يقم فيه كافر، وبقيت أنوار الحق والإيمان تشع في الأرجاء إلى ما شاء الله، وصدق الله العظيم حيث يقول: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} ٣.


١ سورة التوبة، الآية ٢٨.
٢ أخرج ذلك البخاري ١٦٢٢، ومسلم ٤٣٥ وغيرهما من حيث أبي هريرة.
٣ سورة الرعد، الآية ١٧.

<<  <   >  >>