للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم تلا قول الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ١.

وقوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} ٢.

وهنا أفاق عمر -رضي الله عنه- ورجع إليه صوابه فقال: فكأني لم أكن تلوت هذه الآية قط.

وقد مكث -عليه الصلاة والسلام- في بيته بقية يوم الاثنين وليلة الثلاثاء ويومه.

ثم دفن ليلة الأربعاء، بعد أن انتهى المسلمون من اختيار أبي بكر للخلافة.

وكان الذي تولى غسله علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب وابناه الفضل وقثم، وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة٣.

ولما فرغوا من تجهيزه وضع على سريره في بيته، ودخل الناس عليه أرسالًا متتابعين يصلون عليه، ولم يؤمهم أحد٤.

ثم حفر له لحد في حجرة عائشة حيث كانت وفاته٥، وأنزله القبر: علي،


١ سورة الزمر، الآية ٣٠.
٣ سورة آل عمران، الآية ١٤٤.
٣ رواه البخاري ٢/ ١١١، ومسلم في الجنائز رقم ٤٥ ومالك في "الموطأ" ١/ ٢٢٣، وأحمد في "المسند" ٦/ ٤٠، ٩٣، ١١٨، ١٢٣، ١٦٥، ٢٣١، وجماعة يطول ذكرهم جدًّا - أعني حديث الكفن.
٤ أخرج ذلك ابن هشام في "السيرة" ٤/ ٢٧١ من حديث ابن عباس، والبيهقي عنه في "الدلائل" ٧/ ٢٥٠ والواقدي في "المغازي" ١١٢٠ من حديث سهل بن سعد، وعنه البيهقي في "الدلائل" ٧/ ٢٥١.
٥ جاء ذلك من طرق موصولة مرسلة يقوي بعضها بعضًا، عند ابن سعد، والبيهقي في "الدلائل" ٧/ ٢٦٠، وابن هشام في "السيرة" ٤/ ٢٧١، وذكر بعض ذلك السيوطي في "الخصائص" ٢/ ٢٧٨، بل قد قال الحافظ ابن كثير في "البداية" ٥/ ٢٧٢: قد علم بالتواتر.

<<  <   >  >>