للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى، إذا طاف حول الشيء، وإذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأ منه؛

والمقصود من هذا: أنه حول وَجهه في الأذان يمينًا وشمالاً مع ثبات

القدمين.

" (١) وفي رواية ابن ماجه: قال " أتيتُ النبي- عليه السلام- بالأبطح

وهو في قبة حمراء، فخرج بلال فأذن، فاستدار في أذانه وجعل إصبعَيه

في أذنيه " أخرجه عن/حجاج بن أرطأة، عن عون بن أبي جحيفة،

عن أبيه، فذكره. وبهذا اللفظ رواه الحاكم في " المستدرك " وقال: لم

يَذكرا فيه إدخال الإصبعين في الأذنين والاستدارة في الأذان؛ وهو صحيح

على شرطهما جميعا. ورواه الترمذي: ثنا محمود بن غيلان: نا

عبد الرزاق: أنا سفيان الثوري، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال:

" رأيتُ بلالا يؤذن ويَدُور، ويتبع فاه هاهنا وهاهنا، وإصبعاه في أذنيه

وقال: حديث حسن صحيح. واعترض البيهقي (٢) فقال: الاستدارة في

الأذان ليست في الطرق الصحيحة في حديث أبي جحيفة، ونحن نتوهم

أن سفيان رواه عن الحجاج بن أرطأة، عن عون، والحجاج غير محتج

به، وعبد الرزاق وهم فيه؛ ثم أسند عن عبد الله بن محمد بن الوليد،

عن سفيان به؛ وليس فيه الاستدارة، وقد رويناه من حديث قيس بن

الربيع، عن عون وفيه: " ولم يَستدر ". وقال الشيخ في " الإمام ":

أما كونه ليس مخرجا في " الصحيح " فغير لازم، وقد صححه الترمذي

وهو من أئمة الشأن، وأما أن عبد الرزاق وهم فيه فقد تابعه مؤمل، كما

أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " عن مؤمل، عن سفيان به نحوه؛

وتابعه- أيضا- عبد الرحمن بن مهدي؛ أخرجه أبو نعيم في " مستخرجه

على كتاب البخاريّ ". وقد جاءت الاستدارة من غير جهة الحجاج؛

أخرجه الطبراني عن زياد بن عبد الله، عن إدريس الأودي، عن عون بن

أبي جحيفة، عن أبيه قال: بينا رسول الله- عليه السلام- وحضرت


(١) انظر: نصب الراية (١/٢٧٦: ٢٧٨) .
(٢) السنن الكبرى (١/٣٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>