للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الأقوال- وهو قول من قال: سنة مائة- حتى يكون بين وفاته ووقت حياة أبي رافع ستون سنة أو أكثر بقليل، وهذا لا يعد فيه، ولا يحتاج معه إلى تقدير سماعه من عمر، فانه وإن حكاه البخاري مشكوك فيه، ولم يحكه بإسْناد، والذي قاله غير البخاري أنه روى عن عمر، وهذا لا ينكر فإنه قد يُرْسل عنه، قال: ويؤيد ما قلناه: أن المقبري لا يَبْعد سماعُه من أبي رافع أن أبا داود روى الحديث المذكور وقال فيه عن أبي سعيد أنه رأى أبا رافع مرّ بالحسن، ففي هذا اللفظ أنه رأى هذا الفعل من أبي رافع وشاهد، ولكن في إسناده: عمران بن موسى، ولا أعرف حاله، ولا أعْرِف روى عنه غير ابن جريج. انتهى كلامه (١) .

٦٢٨- ص- نا محمد بن سلمة: نا ابن وهب، عن عَمْرو بن الحارث، أن بكيراً حدثه، أن كريباً مولى ابن عباس حدثه، أن عبد الله بن عباس رأى عبد الله بن الحارث يُصلي ورأسه مَعقوصٌ من ورائه فقَامَ وراءه فجعَل يَحلهُ وأقر له الآخر، فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس فقال: مَا لكَ ورأسي؟ قال: إني سمعتُ رسول الله يَقولُ: " إنما مثل هذا مثل الذي يُصلِي وهو مكتوف " (٢) .

ش- بُكير: ابن عبد الله الأشج، وكُريب: ابن أبي مسلم، وعَبْد الله ابن الحارث: ابن جَزْء الصحابي.

قوله: " ورأسه مَعْقوص " جملة اسميّة وقعت حالاً من الضمير الذي في " يُصلي ".


(١) إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.
(٢) مسلم: كتاب الصلاة، باب: أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب، وعقص الرأس " في الصلاة (٤٩٢) ، النسائي: كتاب التطبيق، باب: مثل الذي يصلي ورأسه معقوصة (١ / ٢٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>