للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حالة الذهاب، والاستطابة والإطابة كناية عن الاستنجاء، سمي بها من

الطيب؛ لأنه يطيب جسده بإزالة ما عليه من الخبث بالاستنجاء، أي:

يطهره، يقال: من أطاب واستطاب، وقد ذكرناه.

قوله: " فإنها " أي: الأحجار " تجزئ عنه " من قولك: أجزأني الشيء

أي: كفاني، وهو بالهمزة، وثلاثيه: جزأ، يقال: جزأ عني هذا

الأمر، أي: قضى، والضمير في " عنه " راجع إلى الاستطابة التي دل

عليها قوله: " يستطيب بهن "، وإنما ذكره باعتبار المذكور المقدر، وبهذا

احتج الشافعي على تنصيص العدد، والجواب عنه أنه متروك الظاهر، فإنه

لو استنجى بحجر له ثلاثة أحرف جاز بالإجماع. وحديث عائشة هذا

أخرجه النسائي والدارقطني.

٣٠- ص- حدّثنا عبد الله بن محمد النُّفيلي قال: ثنا أبو معاوية، عن

هشام بن عروة، عن عمرو بن خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، عن خزيمة بن

ثابت قال: " سُئل رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الاسْتطابة فقال: بثلاثة أحجار ليس فيها

رجيع " (١) قال أبو داود: هكذا رواه أبو أسامة وابن نمير عن هشامً.

ش- عبد الله بن محمد النفيلي قد مر ذكره، وكذلك أبو معاوية محمد

ابن خازم الضرير.

وهشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي المدني أبو المنذر،

رأى عبد الله بن عمر، ومسح رأسه، ودعى له، وجابر بن عبد الله،

وسهل بن سعد، وأنس بن مالك، وسمع عبد الله بن الزبير، وأباه،

وإخوته: عبد الله، وعثمان، ووهب بن كيسان، وجماعة آخرين.

روى عنه: زهير بن معاوية، ويحيى بن زكرياء، والضحاك بن عثمان،

وأبو معاوية الضرير، ويحيى القطان، وجماعة آخرون كثيرة. وقال


(١) ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب: الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث
والرمة (٣١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>