للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن النبي- عليه السلام- صلي الظهرَ فجاءَ رجل فقرأ خَلفَهُ بـ {سبح اسْمَ ربكَ الأعْلَى} فلما فَرغَ قال " أيكُم قَرَأ؟ قالوا: رجل، قال: قد عرفتُ أن بعَضَكُم خالجنيها " (١،.

ش- وزرارة بن أوفى (٢) العامري.

قوله: " رجلا أي: قرأ رجل.

قوله:" خالجنيها " أي: نازعني قراءتها.

وقال الخطابي (٣) : " جاذبنيها والخلف: الجذب، وهذا وقوله: "نازعنيها" سواء، وإنما أنكر عليه تجاذبته إياه في قراءة السورة حيث تداخلت القراءتان، وتجاذبتا".

قلت: وإنما ذكر من باب المفاضلة، ليَدل على المشاركة، لأن الخلل الجذب بسرعة فنفل إلى المخالجة ليدل على المشاركة، ومنه: الخليج، وهو نهر يُساق من النهر الأعظم إلى موضع، لأنه اختُلِجَ منه. أي: جذب وقال الخطابي (٤) : (وأما قراءة الفاتحة، فإنه مأمور بها على كل حال، إن أمكنه أن يقرأ في السكتتين فعل، وإلا قرأ معه لا محالة،. قلت: يَرد قوله: إطلاق الأحاديث المذكورة، وقوله- عليه السلام-:

أمن كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة، (٥) .


(١) مسلم: كتاب الصلاة، باب: نهي المأموم عن جهره بالقراءة خلف إمامه لها، النسائي: كتاب الافتتاح، باب: ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر فيه (٢/ ١٤٠، وكتاب قيام الليل (٣/ ٢٤٧) .
(٢) في الأصل: اابن أبي أوفوا خطأ.
(٣) معالم السنن (١/ ١٧٨) . (٤) المصدر السابق.
(٥) رُوي عن جماعة من الصحابة، منهم جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وأبو هريرة، وعبد الله بن عباس. فأما حديث جابر فأخرجه ابن ماجه (٥٨٠) وغيره، وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني (١/ ٣٢٦) والخطيب في "تاريخه" (١/ ٢٣٧) . وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الخطيب في تاريخه، (١١/ ٤٢٦) . وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الدارقطني (١/ ٣٢٦ - ٣٣١) . وأما حديث ابن عباس فأخرجه أيضا الدارقطني (١/ ٣٣٣) ، والحديث حسنه الشيخ الألباني في الإرواء (٥٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>