للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو خُبيب الأسدي، روي له عن رسول الله- عليه السلام- ثلاثة

وثلاثون حديثاً، اتفقا على ستة، وانفرد مسلم بحديثين روى عنه أخوه

عروة، وعباس بن سهل، وثابت بن أسلم، وعطاء بن أبي رباح،

ووهب بن كيسان، وغيرهم. ولى الخلافة تسع سنين، وقتل بمكة في

النصف من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن اثنين وسبعين

سنة، قتله الحجاج، وصلبه بمكة. روى له الجماعة (١) .

قوله: " عشر من الفطرة " مبتدأ وخبر، وإنما صح وقوع " عشر " مبتدأ،

لأنه أريد به العدد المعروف، فيكون علماً، فيقع مبتدأ، وقد علم أن

العدد إذا ذُكر وأريد به المعدود فهو غير علم، وهو منصرف، كقولك:

" عندي ستة "؛ لأن المراد بهذه الستة هو المعدود لا العدد؛ لأن العدد ليس

شيئاً يكون عندك، وإذا أراد به العدد فيحتمل أن يكون ستة من الدراهم أو

الدنانير، أو غيرهما، فإذا كان كذلك تكون نكرة، وأما إذا أريد به العدد

المعروف يكون علماً غير منصرف للعلمية والتأنيث، تقول: عشرةٌ ضعفُ

خمسة، و " عشر " هاهنا منصرف، لعدم العلتين، ثم إنه يُفسرُ باسم

جمع، وهو نحو: " خصالٍ "،/والتقدير: عشر خصال من الفطرة

وقد علم أن " عشراً وأخواته " إذا فسر باسم جنس، أو اسم جمع مؤنث

لا يقال بالتاء، نحو: ثلاث من التمْر وعشر من الإبل، وكقوله- عليه

السلام-: " ليس فيما دون خمس من الإبل صدقة " (٢) ، وإذا كان

المعدود مما يذكر ويؤنث: كحال، وعضد، ولسان، يجوز تذكير عدده

وتأنيثه، فيقال: ثلاثة أحوال، وثلاث أحوال، ويكثر الوجهان في اسم

جنس تمييز واحده بالتاء كبقر، ونخل، فيقال: ثلاث من البقر، وثلاثة


(١) انظر ترجمته في: الاستيعاب (٢/٢٩٩) بهامش الإصابة، وأسد الغابة
(٣/٢٤١) ، والإصابة (٢/٣٠٨) .
(٢) أخرجه بهذا اللفظ النسائي في كتاب الزكاة، باب: زكاة الورق (٥/٣٧) ،
وابن ماجه في كتاب الزكاة، باب: صدقة الإبل (١٧٩٩) من حديث
أبي سعيد الخدري.
١١. شرح سنن أبي داوود ا

<<  <  ج: ص:  >  >>