للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التطبيق، يقال: طَبقَ الغيم تطبيقا إذا أصاب ماؤه جميع الأرض، يقال: مطر طبْقٌ، أي: عام، ومنه الحديث: " اللهم اسقنا غيثا طبقا " أي: مالئاً للَأرض.

/ ١١٤١- ص- نا نصر بن عليه، نا يزيد- يعني: ابن زريع - نا سعيد، [٢/ ١٠١ - أ] عن قتادة، عن أنس: أن النبي - عليه السلام- كان لا يرْفَعُ يديه في شَيء من الدعاء إلا في الاسْتِسْقاء فإنه كانَ يَرفعُ يديه حتى يُرَى بَياضُ إَبِطيهِ (١) .ً ش- سعيد بن أبي عروبة.

والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه. فإن قيل: قد روى " رفع اليدين في الدعاء " جماعة من الصحابة، وقد قال الشيخ محي الدين (٢) : ثبت رفع يديه- عليه السلام- في الدعاء في مواطن غير الاستسقاء، وهي كثر من أن تحصى، وقد جمعت منها نحواً من ثلاثين حديثا من الصحيحين وذكرتها في " شرح المهذب " في أواخر باب الصلاة. انتهى.

وقد رُوي عن أنس أيضا حديث يعارض هذا، وهو حديث السبعين الذين بعثهم رسول الله- عليه السلام-، وكان فيهم خاله حرام وفيه: فقال أنس: لقد رأيت رسول الله كلما يُصلي الغداة رفع يديه يدعو عليهم. قلنا: التوفيق بينهما أنه يحتمل أن يكون أنس- رضي الله عنه- أراد أن النبي- عليه السلام- كان لا يرفع يديه رفعا يبالغ فيه إلا في الاستسقاء، وذلك لما في الجدب من عموم الجهد، وشموله للجمع الكثير، فأما في غيره من الدعاء للجماعة اليسيرة، أو للواحد من الناس


(١) البخاري: كتاب الاستسقاء، باب: رفع الإمام يديه في الاستسقاء (١٠٣١) ، مسلم: كتاب صلاة الاستسقاء، باب: رفع اليدين في الدعاء في الاستسقاء (٧/ ٨٩٦) ، النسائي: كتاب الاستسقاء، باب: كيف يرفع؟ (٣/ ٥٨ ١) ،ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: من كان لا يرفع يديه في القنوت (١١٨٠) .
(٢) شرح صحيح مسلم (٦/١٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>