للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النسائي في " سننه " بأن فيه انقطاعا فقال: وابن أبي ليلى لم يَسمعْه من عمر.

قلت: حكم مسلم في مقدمة كتابه بسماع ابن أبي ليلى منْ عمر، وصرَّح في بعض طرقه فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عمر بن الخطاب فذكره. ويؤيدُ ذلك ما أخرجه أبو يعلى الموصلي في " مسنده " عن الحسن بن واقد، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدَّثه قال: حْرجت مع عمر بن الخطاب فذكره. والجواب عن الحديث نذكره في موضعه الآتي.

وأما الجواب عن الحديث الثاني أنه مُعارضٌ بحديث أخرجه البخاري ومسلم- عن حفص بن عاصم، عن ابن عمر قال: " صحبت رسول الله - عليه السلام- في السفر، فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعَتيْن حتى قبضه الله، وصحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله تعالى: " لَقَدْ كَان لَكُمْ فِي رَسُول الله أسْوَةٌ حَسَنَة " (١) ، وإليه ذهب أكثر علماء السلف، وفقهاء الأمصارَ إلَى أن القصر واجب، وهو قول عمر وعليّ وابن عمر وجابر وابن عباس، ورُوي ذلك عن عمر بن عبد العزيز والحسن وقتادة، وقال حماد بن أبي سليمان: يعيد من صلى في السفر أربعا. وقاد مالك: يعيد ما دام في الوقت. وقال أحمد: السُّنَّة ركعتان، وقال مرة أخرى: أنا أحب العافية في هذه المسألة. وقال الخطابي: " والأوْلى أن يقصر المسافر الصلاة لأنهم أجمعوا على جوازها إذا قصر، واختلفوا فيها إذا أتم، والإجماع مُقدم على الاختلاف ".

١١٧٠- ص- نا أحمد بن حنبل ومسدد قالا: نا يحيى، عن ابن جرير ح، ولا خُشَيْشٌ، نا عبد الرزاق، عن ابنِ خريج، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار، عن عبد الله بن بَابيْه، عن يَعْلى بن أمية قال: قلتُ


(١) سورة الأحزاب: (٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>