للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: أما غزوة ذات الرقاع فقد ذكرها ابن إسحاق أنها كانت بعد غزوة بني النضير بشهرين، وغزوة بني النضير كانت في سنة أربع، ولكن البخاري قد ذهب إلى أن ذلك كان بعد خيبر، واستدل على ذلك بأن أبا موسى الأشعري شهدها، وقدومه إنما كان ليالي خيبر، صحبه جعفر وأصحابه، وكذلك أبو هريرة قد قال: " صليت مع رسول الله في غزوة نجد صلاة الخوف ".

قوله: " لقد أصبنا غرة، بكسر الغين المعجمة، وتشديد الراء، وهي الغفلة، والمعنى: أنهم كانوا غافلين عن حفظ مقامهم، وما هم فيه من مقابلة العدو.

قوله: " فنزلت آية القصر " وهي قوله تعالى: {وإِذَا ضَرَبْتُم فِيِ الأرْضِ فَلَيْسَ عَليكُمْ جُنَاح أن تَقْصُرُوا مِنَ الصلاة إِنْ خِفْتُمْ أن يَفْتِنَكُمُ الذين كَفَرُوا} الآية (١) ، " وقال على- رضي الله عنه-: " نزل قوله: {أنْ خِفْتُم} بعد قوله:- {أن تَقْصرُوا منَ الصلاة} بسنة في غزوة بني أسد، حين صلى رسول الله الظهر، قالَ بعضهمَ: هلا شددتم عليهم، وقد أمكنوكم من ظهورهم! فقالوا: بعدها صلاة أحب إليهم من آبائهم وأولادهم، فنزل: {أنْ خِفْتُم} إلى قوله: {عَنَابا مهِينا} لشرع صلاة الخوف.

قوله: " وصلاها يوم بني سليم " وفي رواية أحمد (٢) ، قال: " فصلاها رسول الله مرتين، مرة بعُسفان، ومرة بأرض بني سليم "، وهذا الحديث أخرجه: الإمام أحمد، والنسائي، والبيهقي، وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح، إلا أن بعض أهل العلم بالحديث يشك في سماع مجاهد من أبي عياش، ثم ذكر الحديث بإسناد جيد، عن مجاهد، قال: حدَّثنا أبو عياش، وبين فيه سماع مجاهد من أبي عياش، وبهذه الصورة أخذ سفيان الثوري، كما قال أبو داود: هذا قول سفيان.


(١) سورة النساء: (١٠١) .
(٢) المسند (٤/ ٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>