للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن معين: ثقة. مات سنة أربع وثمانين. روى له البخاري، ومسلم، وأبو نا ود، والنسائي (١) .

وثعلبة بن زهدم- بالزاي- اليربوعي، قال البخاري: يقال: له صحبة، ولا يصح حديثه في الكوفيين. وقال عبد الرحمن: يقال: له صحبة، وذكره في " الكمال " في الصحابة (٢) .

وسعيد بن العاص قد ذكرناه مرة، وكان عثمان استعمله على الكوفة، وغزا بالناس طبرستان فافتتحها، وهي بفتح الطاء، والباء الموحدة، والراء، وسكون السن المهملة، وبالتاء المثناة من فوق، وبعد الألف نون، وهي بلاد كثيرة المياه، والأشجار، والغالب عليها الغياض، وأبنيتها بالخشب، والقصب، وهي بلاد كثيرة الأمطار، ويرتفع منها إبريسم يعم الآفاق، وغالب خبزهم الأرز، وهي شرقي كيلان، وإنما سميت بذلك , لأن " طبر " بالفارسية الفأس، و" استان " الناحية، ومن كثرة اشتباك أشجارها لا يسلك فيها الجيش إلا بعد أن يقطع الأشجار من بين أيديهم بالطبر، فسميت بذلك طبرستان، أي: ناحية الطبر، ومن بلادها رؤيان خرج منها جماعة من أهل العلم، وناتل، والأرجان، وويمة، وآمل، وهي أكبر مدينة بطبرستان، ومنها أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ومَامْطير خرج منها جماعة من أهل العلم. والحديث أخرجه النسائي. وقالَ الخطابي (٣) : قد تأوله قوم من أهل العلم على صلاة شدة الخوف. وروي عن جابر بن عبد الله أنه كان يقول في الركعتين في السفر: ليستا بقصر، إنما القصر واحدة عند القتال. وقال بعض أهل العلم في قول الله تعالى: {فلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أن يَفْتِنَكُمُ الذِينَ كَفَرُوا} (٤) ، إنما هو أن يقصر


(١) انظر ترجمتَه في: تهذيب الكمال (٣/ ٥٠٨) .
(٢) انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (١/ ٢٠٢) ، وأسد الغابة (١/ ٢٨٦) ، والإصابة (١/ ١٩٩) .
(٣) معالم السنن (١/ ٢٣٥) .
(٤) سورة النساء: (١٠١) .
٩هـ شرح سنن أبي داوود ٥
-

<<  <  ج: ص:  >  >>