للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها: بنو حرام، نُسب إليها جماعة، منهم: أبو محمد القاسم بن علي

الحريري الحرامي مصَنف " المقامات "، وبالكوفة- أيضاً- خطة تُنْسب

إلى بني حرام من تميم.

قوله: " يا بنت أبي أمية " خطاب لأم سلمة، واسمها: هنْد بنت

أبي أمية- واسمُه: حذيفة، ويقال: سهيل- بن المغيرة بن عبد الله بن

عمر بن مخزوم، ويعرف بزاد الراكب، ومعناه: أنه كان إذا سافر لم

يتزود معه أحد، وسقي بهذا- أيضاً- زرعة بن الأسود بن الصلت بن

أسد بن عبد العزى بن قصي، ومسافر بن أبي عَمرو بن أمية بن

عبد شمس، وكان هذا خلقا من أخلاق أشراف قريش، فلم يسئم بذلك

غير هؤلاء الثلاثة , ذكره الزبير بن بكار.

وهذا الحديث هو عمدةُ الشافعية في أن الصلاة التي لها سبب لا تكره

في وقت النهي , وإنما تكره ما لا سبب لها، وأن السنن الراتبة إذا فاتت

يستحب قضاؤها , وهو الصحيح عندهم. وقال الشيخ محيي الدين (١) :

وليس لنا أصحّ دلالة منه، ودلالته ظاهرة.

قلنا: هذا كان خاصا بالنبي- عليه السلام- والدليل على ذلك: ما

رواه الطحاوي (٢) ، عن ابن شيبة قال: نا يزيد بن هارون: أنا حماد بن

سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن ذكوان، عن أم سلمة قالت: صلى

رسول الله- عليه السلام- العصر ثم دخل بيتي فصلى ركعتين، فقلت:

يا رسول الله، صليت صلاة لم تكن تصليها، قال: (قدم عليَّ/ مالا [٢/ ١٢٩ - ب] فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر الآن قلت: يا

رسول الله، أفنقضيهما إذا فاتتا؟ قال: " لا ". فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم

في هذا الحديث أحدا (٣) أن يصليهما بعد العصر قضاء عما كانَ يصليه بعد

الظهر، فدل ذلك على أن حكم غيره فيهما إذا فاتتاه خلاف حكمه،


(١) شرح صحيح مسلم (٦/ ١٢١) .
(٢) شرح معاني الآثار (١/ ٣٠٦) .
(٣) في الأصل: " أحدْ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>