للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي حنيفة المرجوع إليه، وقول مالك والشافعي وأحمد وزفر، وقال

محمد: يجمع بين الوضوء به والتيمم، وقد دفعوا هذا الحديث بثلاثة (١)

علل: " (٢) الأولى: جهالة أبي زيد، فقد قال الترمذي: أبو زيد رجل

مجهول لا يعرف له غير هذا الحديث. وقال ابن حبان في كتاب

" الضعفاء ": أبو زيد شيخ يروي عن ابن مسعود وليس يُدرى من هو،

ولا يعرف أبوه ولا بلده، ومن كان بهذا النعت، ثم لم يرو إلا خبرا

واحداً خالف فيه الكتاب والسُّنة والإجماع والقياس، استحق مجانبته.

وقال ابن أبي حاتم في " كتاب العلل ": سمعت أبا زرعة يقول: حديث

أبي فزارة في الوضوء بالنبيذ ليس بصحيح، وأبو زيد مجهول، وذكر ابن

عدي عن البخاري قال: أبو زيد الذي روى حديث ابن مسعود في

الوضوء بالنبيذ مجهول لا يعرف بصحبة عبد الله، ولا يصح هذا الحديث

عن النبي- عليه السلام-، وهو خلاف القرآن.

والعلة الثانية: هي التردد في أبي فزارة، فقيل: هو راشد بن كيسان،

وهو ثقة أخرج له مسلم، وقيل: هما رجلان، وهذا ليس براشد بن

كيسان، وإنما هو رجل مجهول، وقد نقل عن الإمام أحمد أنه قال:

أبو فزارة في حديث ابن مسعود رجل مجهول، وذكر البخاري أن أبا فزارة

العبسي غير مسمى فجعلهما اثنين.

العلة الثالثة: هي إنكار كون ابن مسعود شهد ليلة الجن، وذلك لما

روى مسلم من حديث الشعبي عن علقمة قال: " سألت ابن مسعود هل

كان منكم أحد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا ... " (٢) الحديث، وفي

لفظ له قال: " لم أكن مع النبي- عليه السلام- ليلة الجن، ووددت

أني كنت معه " (٣) . وما روى أبو داود عن علقمة قال: قلت لعبد الله

ابن مسعود: من كان منكم مع النبي- عليه السلام-؟ قال:


(١) كذا.
(٢) انظر: نصب الراية (١/١٣٨- ١٣٩) .
(٣) مسلم (: كتاب الصلاة، باب: الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن (٤٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>