للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمحاربي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله- عليه السلام-: " من صام رمضان وقامه إيمانًا، واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا، واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه " وقال: هذا حديث حسن صحيح.

١٣٤٣- ص- نا القعنبي، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي- عليه السلام- أن النبي- عليه السلام- صلى في المسجد، فصلى بصلاته ناسٌ، ثم صلَى من القَابلَة، فكَثُرَ الناسُ، ثم اجتمَعُوا منَ الليلةِ الثالثة، فَلَم يَخْرج إليهم رسولُ الله، َ فلَما أصْبَحَ قال: قد رأيتُ الذي صنَعْتُم، ولَم يَمْنَعْني من الخروج إليكم إَلا أني خَشِيتُ أن تُفْرَضَ عليكم، وذلك في رمضانَ " (١) .

ش- أخرجه: البخاري، ومسلم، وفيه جواز النافلة جماعة، ولكن الأفضل فيها الانفراد إلا في التراويح (٢) ، وجوازها في المسجد، وإن كان البيت أفضل، وفيه جواز الاقتداء بمن لم ينو إمامته، وهذا مذهب الجمهور، إلا رواية من الشافعي، وفيه إذا تعارضت مصلحة وخوف مفسدة أو مصلحتان اعتبر أهمهما، لأنه- عليه السلام- كان رأى الصلاة في المسجد مصلحة لبيان الجواز أو أنه كان معتكفًا، فلما عارضه خوف الافتراض عليهم تركه لعظم المفسدة التي يخاف من عجزهم، وتركهم الفرض، وفيه أن الإمام، أو كبيرَ القوم إذا فعل شيئا خلاف ما يتوقعه تُباعه، وكان له فيه عذر يذكره لهم، تطيباً لقلوبهم، وإصلاحًا لذات البَيْنِ، لئلا يظنوا خلاف هذا، وربما ظنوا ظن السَّوء، والله أعلم.

١٣٤٤- ص- نا هناد، نا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن


(١) البخاري: كتاب الصوم، باب: فضل من قام رمضان، مسلم: كتاب الصلاة، باب: قيام رمضان وهو التراويح ١٧٧- (٧٦١) ، النسائي: كتاب
قيام الليل، باب: قيام شهر رمضان (٣/ ٢٠٢) .
(٢) في الأصل: " التواريح ".

<<  <  ج: ص:  >  >>