للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٣٣- ص- نا عبد الله بن محمد النُّفيلي: نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عقبة بن عامر قال: بَيْنا أنا أسيرُ معَ رسولِ الله- عليه السلام- بينَ الجُحْفة والأبْواء، إذ غشيتْنا رٍيحٌ وظُلَمة شَديدةٌ، فجَعل رسولُ اللهِ- عليه السلاَم- يتعوَّذُ ب {أعُوَذُ بِربِّ الفَلَقِ} ، و {أعُوذُ بِرَبِّ الناسِ} ويقول: " يا عُقبة " تعوذ بهما، فمَا تعوَّذ مُتعوذ بمثلِهِمَا ". قال: وسمِعْتُه يَؤُمنا بهما فِي الصلاةِ (١) .

ش- " بَيْنا " أصله " بَيْن " زيدت فيه الألف للإشباع , وقد مر الكلام فيه غير مرة وجوابه: قوله: " إذ غشيتنا " أي: أحاطتنا , والجُحفة،- بضم الجيم- قرية جامعة بها منبر (٢) بين مكة [٢/١٦٩- ب] والمدينة , وسُمّيت/ الجُحفة , لأن السْيل اجتحفها وحمل أهلها، وهي على ثمان مراحل من المدينة، وهي على ستة أميال من البَحْر، وكان اسمها " مهيعة " فلما أجحف السَّيْلُ أهلها سُميت الجُحفة. ومَهيعة - بفتح الميم، وسكون الهاء، وفتح الياء آخر الحروف، وبعدها عين مهملة مفتوحة، وتاء تأنيث-، وقيدها بعضهم بكسر الهاء , والأول أكثر، وقيل: إن مهيعة قريبة من الجُحفة، وفي الحديث إنها الجُحفة. والأبْواء- بفتح الهمزة، وسكون الباء الموحدة ممدودة- قريةٌ من عمل الفُرْع من ناحية المدينة , سُميت بذلك للوباء الذي بها , وهذا لا يصح إلا على القلب، كان يجب أن يُقال: أوباء , وقيل: سمّيت بذلك لأن السيول تتبوأها أي: تَحلّ بها.

قلت: الأبواء في الشمال عن الجُحفة على ثمان مراحل.

قوله: " وسمعتُه يؤمنا بهما " أي: سمعْتُ النبي- عليه السلام- يؤمنا بهاتين السورتين في الصلاة , وهذا نص صريح أنهما من القرآن , إذ لو لم يكونا منه " جازت الصلاة بهما. وقد رُوي عن ابن مسعود أنهما لَيْستا من القرآن , والصحيح: أنهما من القرآن , وإنما لم يَثبتا في مصحف ابن مسعود للأَمْن عن نسيانهما , لأنهما تجريان على لسان كل إنسان , وإلا فهما من القرآن.


(١) تفرد به أبو داود.
(٢) في الأصل:" قرية جامعة بمنبر".

<<  <  ج: ص:  >  >>