للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَعْد بن أبي وقاص , فأما الغرباء عن الليث: فرووه على الصواب عن

سعد، وأما أهل مصر: فرَوَوه وقالوا: عن سعيد بن أبي سعيد مكان

سَعْدً، والصواب: ما رواه عمرو بن دينار، وابن جريج، عن ابن

أبي مًليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سَعْد.

قوله: " من لم يتغن بالقراَن " قال وكيع وسفيان بن عيينة: معناه: منْ

لم يَسْتغْن به. واختلف في معنى ذلك، فقيل: يستغني به عن الناس، وقيل: يستغني به عن غيره من الأحاديث والكُتب، وقيل: معناه من لم

يجهر به، وقيل: من لم يُحسن صوته، وقيل: من لم يجعله يجهر به.

وقال ابن الأعرابي: كانت العرب تتغنى بالركبان/ إذا ركبت وإذا جلست [٢/١٧٠-ب] في الأفنية وعلى أكثر أحوالها، ف" نزل القراَن أحبّ النبي- عليه

السلام- أن يكون هَجيراهم بالقرآن مكان التغني بالركُبان. وأول مَن قرأ بالألحان: عُبيدُ الله بن أبي بكرة، فورثه عنه عُبيد الّله بن عمر، ولذلك

يُقالُ: قراءة العُمري، وأخذ ذلك عنه: سعيد العلاف الأباضِي. وقال الشافعي: معناه: تحسين القراءة وترقيقها. وقال أبو عُبيد القاسم بن

سلام: مَحملُ هذه الأحاديث التي ذكرناها في حُسْن الصَّوْت إنما هو على

طريق الحزن والتخويف والتشويق , فهذا وجهُه لا الألحان المطربة المُلْهية.

قوله: " ليْسَ منا، بمعنى: ليس على سيرتنا، أو ليس بمهتد بهَدْينا،

ولا بمتخلق بأخْلاقنا. وذهبَ بعضهم إلى أنه أراد بذلك نفْيه عن دين

الإسلام , وليس بصحيح، وكذا معنى قوله: " من غشنا " ونحو ذلك.

١٤٤٠- ص- نا عثمان بن أبي شيبة: نا سفيان بن عُيَينة، عن عَمرو،

عن ابن أبى مُليكة، عن عُبيد الله بن أبي نهيك، عن سَعْد قال: قال النبي

" مليه السلام- مثله (١) .

ش- أي: مثل الحديث المذكور.

١٤٤١- ص- نا عبد الأعلى بن حماد: نا عبد الجبار بن الورْد قال:


(١) تفرد به أبو داود.
٥٢. شرح سنن أبي داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>