للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد: المبالغة في الكثرة , لأنه ذكر أولا ما يحصرُه العدد الكثير من عدد الخلق، ثم زنة العرش، ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك، وعبر عنه بهذا، أي: وما لا يحصيه عد كما لا تُحْصى كلمات الله تعالى. والحديث أخرجه: النسائي، وأخرج منه مسلم تحويل الاسم فقط. وأخرجه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه من حديث عبد الله ابن عباس، عن جويرة (١) بنت الحارث بتمامه.

١٤٧٥- ص- عبد الرحمن بن إبراهيم: نا الوليد بن مسلم: نا الأوزاعي: نا حسّان بن عطية: حدثني محمد بن أبي عائشة: حدثني أبو هريرة قال: قال أبو ذرّ (٢) : ذهب أصحابُ الدثورِ بالأجورِ، يُصلُّون كما نُصلِّي، ويصُومُون كما نصُومُ ولهم فضلُ (٣) أموال يتصدقُون بها وليس لنا مال نتصدقُ به: فقال رسول الله- عليه السلام-: " يا أبا ذرّ " ألا أعلِّمُك كلمات تُدرِكُ بهن منْ سبقك، ولا يلحقُك منْ خلفك إلا من أخذ بمثلِ عملك؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: " تُكبرُ الله دُبر كل صلاةٍ ثلاثا وثلاثين، وتحمدُهُ ثلاثا وثلاثين، وتسبِّحُهُ ثلاثا وثلاثين، وتختمُها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير عفِرتْ له ذنوبُه ولو كانتْ مثل زبدِ البحْرِ " (٤) .

ش- الدثور: جمع دثر- بفتح الدال- وهو المال الكثير، يُقال: مال دثر، ومالان دثر، وأموال دثر , لا يُثنى ولا يجمعُ.

قوله: " بالأجور " متعلق بقوله: " ذهب ".

قوله: " يصلون " خبر مبتدأ " محذوف، أي: هم يصلون.

قوله: " كما نصلي " أي: كصلاتنا بشرائطها مع الجماعة؛ والمعنى: أنهم شاركونا فيما نعمل من الصلاة والصوم، ولهم مزية علينا بأموالهم


(١) كذا.
(٢) في سنن أبي داود: " قال أبو ذر: يا رسول الله ".
(٣) في سنن أبي داود: " فضول ".
(٤) تفرد به أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>