للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ش- معاذ بن هشام: ابن أبي عبد الله- سنْبر- الدسْتوائي البصري، وأبو بردة بن عبد الله: ابن قيس أبي موسى الأشعري.

قوله: " نجعلك في نحورهم " يقال: جعلتُ فلانا في نحر العدو، أي: قبالته وحذاءه , وتخصيص النحر بالذكر لأن العدو يستقبل بنحره عند المناهضة للقتال، والمعنى: نسألك أن تتولانا في الجهة التي يُريدون أن يأتونا منها، ونتوقى بك عما يواجهوننا به، فأنت الذي تدفع شرورهم، وتكفينا أمرهم، وتحولُ بيننا وبينهم، ولعله اختار هذا اللفظ تفاؤلا بنحر العدو- أعني: قتلهم- مع ما أراد من المعنى الذي ذكرناه.

فإن قيل: النبي- عليه السلام- محفوظ من شر الإنس والجنّ بحفظ

الله إياه، ومؤيّدٌ بالملائكة، فكيف يجوز أن يخاف قوما وهم أعداء الله تعالى؟ قلت: هنا ثلاثة أجوبة , الأول: أن الطبيعة البشريّة من خواصّها: الخوف مع قطع النظر عن العارض، والثاني: يجوز أن يكون خوفه على صحابته، والثالث: أن هذا تعليم لأمته أنهم إذا خافوا قوما يدعون بهذا الدعاء، وهذه الأجوبة لاحتْ لي في هذا المقام من الأنوار الربانية، فإن ذكرها أحد غيري يكون من توارد الخواطر والاتفاقيات. والحديث أخرجه: النسائي.

***

٣٥٢- بابُ الاسْتخارةِ

أي: هذا باب في بيان الاستخارة، وهو طلب الخيرة في الشيء.

١٥٠٩- ص- نا عبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الرحمن بن مقاتل خالُ القعنبي، ومحمد بن عيسى- المعنى واحد- قالوا: نا عبد الرحمن بن أبي الموال: حدثني محمد بن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله قال: كان رسولُ الله- عليه السلام- يُعلِّمُنا الاستخارة كما يُعلِّمُنا السورة من القرآن يقولُ لنا. " إذا همّ أحدُكُم بالأمر فليركعْ ركعتيْنِ من غيرِ الفريضةِ، وليقلْ: اللهمّ إني أستخِيرُك بعلمِك، وأستقْدِرُك بقُدرتِك، وأسألُك من فضلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>