للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " وسُوء العُمر " أراد به الخرف , والخرفُ- بفتح الراء- فسادُ العقل من الكبر، وقد خرِف الرجل- بالكسر- فهو خرِفْ , وإنما استعاذ منه لأنه حالةٌ يختل فيها أشرف الأشياء الذي هو العقل، ويعْجز به عن أداء العبادات.

قوله: " وفتنة الصدر " يجوز أن يكون المراد بها: ما يحصل فيه من الوساوس الشيطانية، ويجوز أن يكون المراد: ما يكون فيه من الهِمم إلى المعاصي، واكتساب الآثام ونحو ذلك , وذلك لأن الصدر فيه القلبُ، وهو محل هذه الأشياء، وهو الأصل في أعمال سائر الأعضاء حتى إذا صلح هو صلحت الأعضاء، وإذا فسد فسدت الأعضاء على ما جاء في الحديث.

قوله: " وعذاب القبر " فيه إثبات عذاب القبر، ردا على المعتزلة. والحديث: أخرجه النسائي، وابن ماجه.

١٥١١- ص- نا مسدد: نا المعتمر قال: سمعت أبي قال: سمعت أنس ابن مالك يقول: كان رسول الله- عليه السلام- يقول: "اللهم إِني أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، والجبنِ والبُخْلِ، والهرم، وأعوذُ بك من عذابِ القبرِ، وأعوذُ بك من فتنةِ المحيا والممات " (١) .

ش- المعتمر: ابن سليمان، وأبوه: سليمان بن طرخان.

قوله: " من العجز " وهو عدم القدرة على الخير، وقيل: هو ترك ما يجب فعله والتسويف به.

قوله: " والكسل " وهو عدم انبعاث النفس للخير، وقلةْ الرغبة فيه مع إمكانه.

قوله: " والهرم " - بفتحِ الهاء والراء , كِبر السن , وقد هرِم الرجل- بالكسر- وأهرمه اللهُ فهو هرِمٌ، وقوم هرمي.


(١) البخاري: كتاب الدعوات، باب: التعوذ من فتنة المحيا والممات (٦٣٦٧) ، مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: التعوذ من العجز والكسل وغيره (٢٧٠٦) ، النسائي: كتاب الاستعاذة، باب: الاستعاذة من
الهم (٨/ ٢٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>