للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " جدد" بضم الجيم والدال جمع جديد، مثل سرير وسرر، وثوب جديد بمعنى مجدود، يراد به حين جده الحائك، أي: قطعه.

قال الخطابي (١) : " أما أبو سعيد فقد استعمل الحديث على ظاهره، وقد روى في تحسين الكفن أحاديث، وقد تأوله بعض العلماء على خلاف ذلك، فقال: معنى الثياب العمل، كنى بها عنه، يريد ابنه يبعث على ما مات عليه من عمل صالح أو عمل سيء، قال: والعرب تقول: فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس، والبراءة من العيب، ودنسُ الثياب إذا كان بخلاف ذلك، واستدل في ذلك بقوله- عليه السلام-: " يحشَر الناس حفاة عراة" فدل ذلك على أن معنى الحديث ليس على الثياب التي هي الكفن، وقال بعضهم: البعث غير الحشر، فقد يجوز أن يكون البعث مع الثياب والحشر مع العري والحفا"، والله أعلم.

قلت: ذكرُ الخطابي الكفنَ في هذا الموضع ليس له وجه، لأن الكلام في الثياب التقي يموت فيها الميت وهي غير الكفن، نعم، وردت أحاديث في تحسين الكفن، ولكن ليس لذلك تعلق بما نحن فيه، وإنما قال- عليه السلام- هذا القول ترغيبا لمن حضره الموت أن يلبس أحسن ثيابه وأنظفها في ذلك الوقت، لأنه وقت قدومه على الرب الكريم، ووقت اتصاله بجواره، فينبغي أن يكون في ذلك الوقت على هيئة حسنة نظيفة، والحديث يدل على أن الميت يبعث في ثيابه، وأما عريه وحفاه فذاك عند الحشر، والحشر غير البعث، والله أعلم. والحديث لم يخرجه غير أبي داود من الأئمة الستة.

١٥- باب ما يبالى عند الميت من الكلام (٢)

أي: هذا باب في بيان ما يقال عند الميت من الكلام.


(١) معالم السنن (١/ ٢٦٢- ٢٦٣) .
(٢) في سنن أبي داود: "باب ما يستحب أن يقال عند الميت من الكلام".

<<  <  ج: ص:  >  >>