للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " أرأيت " بمعنى: أخبرني، والألف في قوله: " أتغتسل "

للاستفهام.

قوله: " فأقبلت عليها " أي: على أم سليم.

قوله: " فقلت: أفّ لك " معناه: الاستقذار والاحتقار لما قالت، وهي

صوت إذا صوت به الإنسان علم أنه متضجر متكره. وقيل: أصل الأف

من وسخ الإصبع إذا فُتل، وقد أففت بعده تأفيفاً وأففت به، إذا قلت له:

أف لك، وفيها لغات هذه أفصحها وأكثرها استعمالاً، ويقال: أصل

الأف وسخ الأظفار. وقال بعضهم: فيها عشر لغات: أف، وأف،

وأُف (١) بضم الهمزة مع كسر الفاء وفتحها وضمها بغير تنوين،

وبالتنوين، فهذه ست، والسابعة: " إف " بكسر الهمزة وفتح الفاء،

والثامنة: " أفْ " بضم الهمزة وإسكان الفاء، والتاسعة: " أفي " بضم

الهمزة وبالياء، و " أفه " بالهاء، هذه لغات مشهورة/ذكرهن كلهن ابن

الأنباري، فمن كسره بناه على الأصل، ومن فتحه طلب الخفة، ومن

ضم أتبع، ومن نون أراد التنكير، ومن لم ينون أراد التعريف، ومن

خفف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفاً، ومن زاد التاء كأنه أضافه إلى

نفسه، ومن زاد الهاء كأنه وقف عليها كما في " قِ " يقال: " قه ".

قوله: " تربت يمينك " من ترب الرجل إذا افتقر، أي: لصق بالتراب،

وأترب إذا استغنى، " (٢) وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون

بها الدعاء على المخاطب، ولا وقوع الأمر بها كما يقولون: قاتله الله،

وقيل: معناه لله درك. وقيل: أراد بها المثل ليرى المأمور بذلك الجد،

وأنه إن خالفه فقد أساء، وقال بعضهم: هو دعاء على الحقيقة، فإنه قد

قال لعائشة: " تربت يمينك "؛ لأنه رأى الحاجة خيراً لها، والأول

الوجه، ويعضده قوله في حديث خزيمة: " أنعم صباحاً، تربت يداك "،

فإن هذا دعاء له، وترغيب في استعماله ما تقدمت الوصية به،


(١) في الأصل: " وأوف ".
(٢) انظر: النهاية (١/١٨٤- ١٨٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>