للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخرون: هو زمن الحيض، تقديره: اعتزلوا النساء في زمان حيضهن.

وقد ذكرنا الاختلاف في القربان فيما تحت الإزار مرة.

قوله: " واصنعوا كل شيء " من التقبيل واللمس والمعانقة والاستمتاع

غير النكاح، والمراد من النكاح: الوطء، والقرائن تدل عليه، وقد

اختلف أن أصل النكاح في العقد أو الوطء، والأصح أنه أصل في العقد،

ويستعمل في الوطء، وكذا المراد من قوله: " أفلا ننكحهن " (١) الوطء

بدلالة القراَن.

قوله: " فتمعَّر وجه رسول الله " بفتح التاء ثالث الحروف، وبعدها عين

مهملة مفتوحة مشددة ورآء، أي: تغير، والأصل فيه قلة النضارة،

وعدم إشراق اللون، ومنه: المكان الأمعر، وهو الجدب الذي ليس فيه

خصب.

قوله: " حتى ظننا أنه قد وجد عليهما " ظننا هذا من الظن الذي بمعنى

الحسبان، وظننا الثاني من الظن الذي بمعنى العلم واليقين، والعرب تجعل

الظن مرة حسباناً، ومرة علماً ويقيناً، وذلك لاتصال طرفيه بهما، فمبدأ

العلم ظن، وآخره يقين. قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أنّهُم مُلاقُوا

ربِّهِم) (٢) معناه: يوقنون. وقوله: " وجد " من وجد عليه يحد وجداً

وموجدة إذا غضب.

ويستفاد من هذا الحديث فوائد، الأولى: جواز مؤاكلة الحائض

والمشاربة والمجالسة، والاستمتاع بها من كل وجه غير الوطء.

والثانية: كراهة إتيان خبر إلى مسلم بما فيه يكرهه أو يسوءه.

والثالثة: جواز قبول الهدية.

الرابعة: استحباب تفريق الهدية، فإن كان طعاماً يستحب إطعامه لمن

حضره، أو يفرقه على أصحابه أو جيرانه.


(١) في الأصل: " ننحكهن " وهو سبق قلم.
(٢) سورة البقرة: (٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>