للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذ عقدت يداه إزاره. وقوله: وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع.

والمشهور أنهما حينئذ ظرفان مضافان، فقيل: إلى الجملة، وقيل: إلى

زمن مضاف إلى الجملة، وقيل: مبتدآن.

قوله: " سبحان الله " قد مر الكلام فيه، وأنه إنما ذكره تعجباً.

قوله: " هذا من الشيطان " له معنيان: الأول: مجازي، وهو أنه

أنساها أيام حيضها حتى حصل لها تلبس في أمر دينها ووقت طهرها

وصلاتها. والثاني: حقيقي، بمعنى: أنه ضربها حتى فتق منها عرق

الاستحاضة، كما قلنا في الحديث المتقدم.

قوله: " في مركن " بكسر الميم، وهي الإجانة.

قوله: " صفارة " وفي بعض الرواية: " صفرة "، وفيه حجة لمن اعتبر

التمييز؛ لأن رؤيتها الصفرة دليل على انقطاع دم الحيض.

قوله: " وتوضأ فيما بين ذلك " برفع الهمزة، أي: تتوضأ، فحذفت

إحدى التائين للتخفيف، كما في (نَاراً تَلَظَّى) (١) ، والمعنى: أنها إذا

أرادت أن تصلي فيما بين الصلوات صلاة أخرى تتوضأ، ولا تكتفي

باغتسالها؛ لأنه للفرائض المختصة بالأوقات الخمس.

ص- قال أبو داود: رواه مجاهد، عن ابن عباس: لما اشتد عليها الغُسلُ

أمرها (٢) أن تجمعَ بينَ الصلاتينِ.

ش- أي: روى هذا الحديث مجاهد بن جبر، عن ابن عباس وقال:

لما اشتد عليها، أي: على فاطمة بنت أبي حبيش، وهذا الكلام من ابن

عباس خرج مخرج التعليل لأمره- عليه السلام- إياها بالجمع بين الظهر

والعصر، وبن المغرب والعشاء، تيسيراَ لها ورخصة كما في المسافر.

ص- ورواه إبراهيم، عن ابن عباس، وهو قول إبراهيم النخعي، وعبد

الله ابن شداد.


(١) سورة الليل: (١٤) . (٢) كلمة " أمرها " غير موجودة في سنن أبي داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>